فصحت: أية شكوى؟ كنت أحسب أني دعيت لكي تسمعوا الشكوى التي عندي، كنا بالأمس ضحايا اعتداء فظيع من أنصار المرشح المنافس لنا، حسبت أن في هذا البلد حكومة تمنع الاعتداء وتحفظ على الشعب حريته، هذا ما حسبت أني مدعو من أجله.
فقال الضابط محركا يده في رشاقة: هذا موضوع آخر يا سيد أفندي.
ومد يده إلى دفتر وجعل يقلب صفحاته.
فقلت محاولا أن أكتم غيظي: وهل يمكن أن ننظر في هذا الموضوع الآخر؟
فقال في هدوء: لا بد أن كل الأمور تأخذ مجراها، هذه الشكوى أولا وهي تقول أنك اعتديت على الذات الملكية.
فصحت من المفاجأة: خبر أسود!
واستمر قائلا: وأهنت الحكومة، وحرضت على قلب نظام الحكم، وفرقت بين الطبقات.
فقلت متكلفا الهدوء: متى فعلت كل هذا؟
وأخذ قلبي يدق عنيفا، ونسيت الموضوع الآخر.
وقال الضابط: هذه أقوالك مكتوبة، وإذا شئت فاقرأها.
Page inconnue