فصاح مذعورا: بكم؟ من قال لك هذا السعر؟ من هذا اللص الذي اشترى منك؟ قل لي من هو حتى أخزق عينيه.
فقلت في دهشة: ولم؟
فقال: لص! حرامي! ابن كلب!
وأخرج من جيبه جريدة الصباح، وفتحها في لهفة، وأشار بيده إلى عنوان كبير قائلا: انظر، هذا هو السعر، تعال نذهب إليه وأنا أعرف كيف أقول له يا لص!
فنظرت إلى الصحيفة فهالني ما رأيت، قرأت عنوانا ضخما: «ارتفاع مفاجئ في أسعار القطن» ومن تحته عنوان آخر: «عشرون جنيها للقنطار»، وتسمرت في مكاني أنظر إلى الصحيفة مبهوتا، وتذكرت أن هذه الصحيفة نفسها كانت في يدي في الصباح وأنا في مكتب السيد، ولكني لم أقرأ صفحة التجارة.
وقلت لنفسي: لا شك أنه يعلم هذا.
وأعدت نظري على الصحيفة فوجدت أن هذه الأسعار كانت آخر الأسعار بالأمس.
وشعرت بشيء كالدوار فجلست صامتا وتذكرت ابتسامة السيد أحمد ولمعان عينيه، وقوله أنه سيعاملني معاملة الند للند. إذن كانت مبارزة بين تاجر وتاجر، أحدهما قديم خبير بألاعيب التجارة يريد أن يصرع تاجرا صغيرا ليبرهن له على مقدار ضعفه.
وكان حمادة في أثناء ذلك لا ينقطع عن السب والتهديد، وقام بعد قليل فجذبني من ذراعي قائلا: قم بنا نذهب إلى ذلك اللص. من هو؟
فقلت بصوت ضعيف: السيد أحمد جلال.
Page inconnue