Les Proverbes dans le Coran

Ibn Qayyim al-Jawziyya d. 751 AH
17

Les Proverbes dans le Coran

الأمثال في القرآن

Chercheur

أبو حذيفة إبراهيم بن محمد

Maison d'édition

مكتبة الصحابة - مصر

Numéro d'édition

الأولى ١٤٠٦ هـ

Année de publication

١٩٨٦ م

Lieu d'édition

طنطا

قال: (إن الله خلق خلقه في ظلمة وألقى عليهم من نوره فمن أصابه من ذلك النور اهتدى ومن أخطأه ضل) (٦٨) فلذلك أقول جف القلم على علم الله فالله سبحانه خلق الخلق في ظلمة فمن أراد هدايته جعل له نورا وجوديا يحيى به قلبه وروحه كما يحيى بدنه بالروح التي ينفخها فيه فهي (٦٩) حياتان حياة البدن بالروح وحياة الروح والقلب بالنور ولهذا سمى الله الوحي روحا لتوقف الحياة الحقيقية عليه كما قال تعالى: يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ) (٧٠) وقال: (يلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ) (٧١) وقال: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا) (٧٢) فجعل وحيه روحا ونورا فمن لم يحيه بهذا الروح فهو ميت ومن لم يجعل له نورا منه فهو في الظلمات ماله من نور) (٧٣) فصل: ومنها قوله تعالى: (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا) (٧٤) فشبه أكثر الناس بالأنعام والجامع بين النوعين التساوي في عدم قبول الهدى والانقياد له وجعل الأكثرين أضل سبيلا من الأنعام لأن البهيمة يهديها سائقها فتهتدي وتتبع الطريق (٧٥) فلا تحيد عنها يمينا ولا شمالا والأكثرون يدعونهم الرسل ويهدونهم السبيل فلا

(٦٨) المسند ٢ / ١٧٦ وسنن الترمذي ٣٨ باب ١٨ ومستدرك الحاكم وضعفه السيوطي. (٦٩) في م، ع (فهما) . (٧٠) النحل: ٢. (٧١) غافر: ١٥. (٧٢) الشورى: ٥٢. (٧٣) انظر الامثال ٢٦: ٢٧، الجمان ١٧٧ - ١٨٠، تفسير الطبري ١٨ / ١٤٨ وابن كثير ٢ / ٢٩٦. (٧٤) الفرقان: ٤٤. (٧٥) راجع تفسير الكشاف ح ٣ / ٩٤.

1 / 19