Les Proverbes du Livre et de la Sunna

Hakim Tirmidhi d. 320 AH
49

Les Proverbes du Livre et de la Sunna

الأمثال من الكتاب والسنة

Chercheur

د. السيد الجميلي

Maison d'édition

دار ابن زيدون / دار أسامة-بيروت

Lieu d'édition

دمشق

الدَّار وَجلسَ ثمَّة فَإِذا قيل لَهُ ثَانِيًا سلم مَا بِعْت ذهب إِلَى زَاوِيَة أُخْرَى مَعَ ثقله وَلَا يزَال دأبه هَكَذَا فِي التَّسْلِيم يتَحَوَّل من مَكَان إِلَى مَكَان ويفرغ نَاحيَة ويشغل أُخْرَى إِلَى أَن يقبض الثّمن وَيسلم وَيخرج مِنْهَا فالمؤمن من شَرطه تَسْلِيم النَّفس إِلَى الله تَعَالَى فِي كل شَيْء فَلَو اقتحم النَّهْي وفرط فِي الْأَمر صَار كمن سلم بعض النَّفس دون الْبَعْض كمن تحول من زَاوِيَة إِلَى زَاوِيَة لَا تسخو نَفسه بِتَسْلِيم مَا بَاعَ فالمسلم بَاعَ نَفسه وَمَاله من مَوْلَاهُ يَقُول لَهُ ﴿إِن الله اشْترى من الْمُؤمنِينَ أنفسهم وَأَمْوَالهمْ بِأَن لَهُم الْجنَّة يُقَاتلُون فِي سَبِيل الله فيقتلون وَيقْتلُونَ وَعدا عَلَيْهِ حَقًا فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالْقُرْآن وَمن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الَّذِي بايعتم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْز الْعَظِيم التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بِالْمَعْرُوفِ والناهون عَن الْمُنكر والحافظون لحدود الله وَبشر الْمُؤمنِينَ﴾ وصير تَسْلِيمه فِي عشر خِصَال مَذْكُورَة فِي الْآيَة وَجعل مِنْهَا الْجنَّة فَكلما وفى تَحْصِيله مِنْهَا فقد سلم جُزْءا من الْمَبِيع ثمَّ مَعَ هَذَا يَقْتَضِي ربه الثّمن فَلَو عقل هَذَا كَيفَ

1 / 61