Maladies des coeurs et leur guérison

Ibn Taymiyya d. 728 AH
6

Maladies des coeurs et leur guérison

أمراض القلب وشفاؤها

Maison d'édition

المطبعة السلفية

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٣٩٩هـ

Lieu d'édition

القاهرة

Genres

Soufisme
من الْمَخْلُوق هُوَ من مرض فِيك كَمَرَض الشّرك والذنُوب وأصل صَلَاح الْقلب هُوَ حَيَاته واستنارته قَالَ تَعَالَى الْأَنْعَام أَو من كَانَ مَيتا فاحييناه وَجَعَلنَا لَهُ نورا يمشي بِهِ فِي النَّاس كمن مثله فِي الظُّلُمَات لَيْسَ بِخَارِج مِنْهَا لذَلِك ذكر الله حَيَاة الْقُلُوب ونورها وموتها وظلمتها فِي غير مَوضِع كَقَوْلِه ياسين لينذر من كَانَ حَيا ويحق القَوْل على الْكَافرين وَقَوله تَعَالَى الْأَنْفَال يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا اسْتجِيبُوا لله وَلِلرَّسُولِ إِذا دعَاكُمْ لما يُحْيِيكُمْ ثمَّ قَالَ وَاعْلَمُوا أَن الله يحول بَين الْمَرْء وَقَلبه وَأَنه إِلَيْهِ تحشرون وَقَالَ تَعَالَى الرّوم يخرج الْحَيّ من الْمَيِّت وَيخرج الْمَيِّت من الْحَيّ وَمن أَنْوَاعه أَن يخرج الْمُؤمن من الْكَافِر وَالْكَافِر من الْمُؤمن وَفِي الحَدِيث الصَّحِيح مثل الْبَيْت يذكر الله فِيهِ وَالْبَيْت الَّذِي لَا يذكر الله فِيهِ كَمثل الْحَيّ وَالْمَيِّت وَفِي الصَّحِيح أَيْضا اجعلوا من صَلَاتكُمْ فِي بُيُوتكُمْ وَلَا تتخذها قبورا وَقد قَالَ تَعَالَى الْأَنْعَام وَالَّذين كذبُوا بِآيَاتِنَا صم وبكم فِي الظُّلُمَات وَذكر سُبْحَانَهُ آيَة النُّور وَآيَة الظلمَة فَقَالَ النُّور الله نور السَّمَاوَات وَالْأَرْض مثل نوره كمشكاة فِيهَا مِصْبَاح الْمِصْبَاح فِي زجاجة الزجاجة كَأَنَّهَا كَوْكَب دري يُوقد من شَجَرَة مباركة زيتونة لَا شرقية وَلَا غربية يكَاد زيتها يضيء وَلَو لم تمسسه نَار نور على نور فَهَذَا مثل نور الايمان فِي قُلُوب الْمُؤمنِينَ ثمَّ قَالَ النُّور وَالَّذين كفرُوا أَعْمَالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن مَاء حَتَّى إِذا جَاءَهُ لم يجده شَيْئا وَوجد الله عِنْده وفوفاه حسابه وَالله سريع الْحساب أَو كظلمات فِي بَحر لجي يَغْشَاهُ موج من فَوْقه موج فَوْقه سَحَاب ظلمات بَعْضهَا فَوق بعض إِذا أخرج يَده لم يكد يَرَاهَا وَمن لم يَجْعَل الله لَهُ نورا فَمَا لَهُ من نور فَالْأول مثل الاعتقادات الْفَاسِدَة والأعمال التابعة لَهَا يحسبها صَاحبهَا شَيْئا يَنْفَعهُ فَإِذا جاءها لم يجدهَا شَيْئا يَنْفَعهُ فوفاه الله حسابه على تِلْكَ الْأَعْمَال وَالثَّانِي مثل للْجَهْل الْبَسِيط وَعدم الايمان وَالْعلم فَإِن صَاحبهَا فِي ظلمات بَعْضهَا فَوق بعض لَا يبصر شَيْئا فَإِن الْبَصَر إِنَّمَا هُوَ بِنور الْإِيمَان وَالْعلم قَالَ تَعَالَى الْأَعْرَاف إِن الَّذين اتَّقوا إِذا مسهم طائف من الشَّيْطَان تَذكرُوا فَإِذا هم مبصرون وَقَالَ تَعَالَى يُوسُف وَلَقَد هَمت بِهِ وهم بهَا لَوْلَا أَن رأى برهَان ربه وَهُوَ برهَان الْإِيمَان الَّذِي حصل فِي قلبه فصرف الله بِهِ مَا كَانَ هم بِهِ وَكتب لَهُ حَسَنَة كَامِلَة وَلم يكْتب عَلَيْهِ خَطِيئَة إِذْ فعل خيرا وَلم يفعل سَيِّئَة وَقَالَ تَعَالَى

1 / 8