ابن حيون :
الخان والسوق يا أبا القاسم مدرستان من مدارس الحياة، ينتفع بهما الرجل الأريب. ألست في هذا الخان كل يوم أبدل أهلا بأهل وجيرانا بجيران، وأستعرض صورا متحركة من الخلائق كلما احتجبت صورة خلفتها صورة. وكيف حال إشبيلية يا أبا القاسم، وهل من حوادث هناك؟
أبو القاسم :
الحال إن لم يصلحها الله فما لها من صلاح، والحوادث يا ابن حيون تتوالى ولا تتولى، واليوم مغبر والغد مكفهر.
ابن حيون :
ابن عباد في غوايته مستمر!
أبو القاسم :
خل ابن عباد يا أخي، لا تجر ذكره بسوء فإنه السيف الذي يرجوه العرب، والحصن الذي يحتمون غدا فيه.
ابن حيون :
لم تنصف يا أبا القاسم، طبعت للعرب من الخشب سيفا، وبنيت لهم من الشفير الهائر حصنا.
Page inconnue