لقد ترددت بين أن أقتله بأعينكم وبين أن أعرضه عليكم وهو كما ترون جثة بلا روح، ولكني وجدت في الرأي الثاني تخفيفا على ضيوفي فعملت به. (ثم ينهض الملك علامة الإذن في الانصراف، ويختلط بهم وهو يشيعهم).
الملك :
انقلوا أيها النبلاء إلى الملك ألفونس ما سمعتم، وصفوا له ما رأيتم، وتحدثوا به في طول بلادكم وعرضها؛ ليعلم الناس هناك أن الأسد العربي لا يشتم في عرينه، وأنه لو غلب على غابته حتى لم يبق له منها إلا قاب شبر من الأرض لما استطاعت قوى الإنس والجن أن تنفذ إلى كرامته من قاب هذا الشبر. (ينسل النبلاء الأسبان من المنظرة وهم يجرون سيقانهم جرا من الرعب).
الملك (إلى حاشيته) :
الآن يا نبلاء العرب نطوي هذا البساط، ويبقى هذان الجنديان حتى إذا خلت منا المنظرة رفعا الستر عن جثة ابن شاليب، ليعلم أهل إشبيلية كيف يحل العقاب بمن يجترئ على شرف أميرهم الذي هو شرفهم الرفيع.
المنظر الثالث «الملك نشوان ومعه مضحكه مقلاص يدنو من زورق على الوادي الكبير فيثب فيه ويقول»
الملك :
انظر يا مقلاص إلى هذا الزورق ما ألطفه، صدق القول: كل صغير لطيف.
مقلاص :
إلا وظيفتي في قصرك فإنها لا لطيفة ولا شريفة، وإن هذا الزورق قد ينقلب فيأخذ شكل النعش، ولن يكون النعش لطيفا أبدا.
Page inconnue