ولئن سطوت لأوهنن عظمي
قومي همو قتلوا أميم أخي
فإذا رميت أصابني سهمي
خذه يا أحمد عندك مكرما. وقد عفوت عنه إلا أن يحدث حدثا، فراقبه وامنعه أن يأتي شرا.
بشرى
خرج إبراهيم بن المهدي مع أحمد بن أبي خالد. وبعد هنيهة دخل «فتح» حاجب المأمون يخبره أن رسولا من مصر يدعى «سالم بن بلمه» أرسله القائد عبد الله
8
بن طاهر يحمل بشرى دخوله مصر واستيلائه عليها.
فأذن له المأمون، فدخل فحيا الخليفة، فقال له: كيف حال ابن طاهر يا سالم؟ - حال طيبة كما يحب أمير المؤمنين ويرضى، فقد دخل مصر واستولى عليها. - وهل قبض على واليها عبد الله بن الحكم؟ - نعم يا مولاي، وكان ابن طاهر قد حمل عليه حملة قاضية، فتفرقت جنوده، ووهنته جهوده، وتشتت شمله، فلجأ إلى الفسطاط فأغلق بابها عليه وعلى من بقي من رجاله، فحاصره قائدك عبد الله أياما فبعث إليه ابن الحكم بهدية!
فاحمر وجه المأمون وحملق في وجه سالم وقال في غير تريث: وهل قبل الهدية؟ - حاشا لعبد الله يا أمير المؤمنين وهو وليك وقائدك، فقد جاءه رسول ابن الحكم بألف وصيف وألف وصيفة، ومع كل منهم ألف دينار، فأرسل إليه ابن طاهر يقول: «لو كنت قبلت هديتك نهارا لقبلتها ليلا، بل أنتم بهديتكم تفرحون، ارجع إليهم، فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها، ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون.» فلما بلغ ذلك ابن الحكم بعث يطلب الأمان فأعطاه إياه، وخرج مستسلما!
Page inconnue