على قائم أخضر أملس
تذكرني طيب ريا الحبيب
فتمنعني لذة المجلس
وضحك إبراهيم وتضاحك الجواري، ثم بارحهن إلى داخل القصر، وبقين في مكانهن صامتات، فقالت جوهرة: ما أجمل إبراهيم، له عينان خلابتان وقامة كغصن البان. ما أحلاه يا جنان.
جنان: اسكتي يا ألعبان يا صنيعة الشيطان.
وبينما هن كذلك إذ سمعن أصوات الغلمان يقولون: أمير المؤمنين المأمون.
وكان المأمون يمر بالقصر، فأجفلن، ودخلن إلى الغرف مسرعات!
الزفاف
وكانت ليلة الزفاف ليلة عامرة باهرة «كأن كل سرور حاضر فيها.» فازدانت مدينة فم الصلح زينة لم تر الدنيا مثلها، وزهت قصور الحسن بن سهل بأنواع المسرات والزخارف والأنوار. وقام على خدمة هذا العرس ثلاثة آلاف وستمائة خادم وملاح. وبدا القصر الذي نزله المأمون في لألائه وبهائه، كأنه الثريا في سمائها، والنجوم نزلت من عليائها، وقد فرشت بالبسط الموشاة بالذهب والجواهر النفيسة، وأضيئت في جوانب الدار شموع من العنبر والند والمسك المعجون، ووضعت في قاعة الزفاف شمعة من العنبر وزنها 280 مثقالا (أي اثنتان وأربعون أقة).
وفرشت هذه القاعة ببساط ذهبي بديع ونثرت عليه الدرر، ودخل المأمون مع عروسه، وحولهما بنو هاشم وبنو الحسن بن سهل والأعيان والقواد وكرائم الفتيات والنساء. ولما رأى المأمون هذا البساط وما عليه من درر منثورة قال: رحم الله أبا نواس كأنه قد رأى هذا حيث يقول:
Page inconnue