الشهابيون في بيروت، وقد صاروا على الأرض، فقد باعوا كل حريرهم وصرفوا ثمنه، ولا أمل لهم بشيء من مواسم الغلال، وهم يستدينون المائة الآن بعشرين وبثلاثين، وبخور ورفاقه عازمون أن يسلخوا جلدهم، أما أنا فلا رأي لي أن ندينهم؛ لأني لا أستحل أن ندين بعشرين وبثلاثين، بل أن نشتري منهم أملاكهم في سقي بيروت ووطأ نهر الكلب، فإن كل بساتين التوت هناك لهم، ويمكننا أن نشتريها منهم الآن بأرخص ثمن.
مارون :
أتعرف كم إيراد الملك الآن؟
نقولا :
أظن أن الإيراد قليل لا يزيد على أربعة أو خمسة في المائة، ولكن أسعار الحاصلات ستزيد فيزيد معها ثمن الملك.
مارون :
كيف عرفت أن الأسعار الحاصلات ستزيد وما أدرانا أنها لا تنقص؟!
نقولا :
إني أعرف ذلك لسببين: السبب الواحد يمكنني أن أخبرك به، وهو أن دود الحرير مضروب في فرنسا وإيطاليا، وقد اجتهد الفرنسويون كثيرا في علاج الضربة فلم يجدوا لها علاجا، ولا بد ما يرتفع ثمن الحرير فيرتفع ثمن بساتين التوت، هذا هو الأمر الأول؛ والأمر الثاني أخبرك به على شرط أن تعدني أنه يبقى الآن في سرك.
نقولا :
Page inconnue