فقال الفضل: «إن قهرمانة القصر أساءت الأدب في رد الشاكري، ولعلها لا تعلم أن الفتاة مغضوب عليها وعلى كل أهلها، وإنما أردنا تشريفها واستبقاء حياتها لأنها وقعت من ولدي هذا موقع الاستحسان.»
ميمونة والأمين
وفيما هم في ذلك جاء الحاجب وقال: «إن رسول الوزير بالباب .»
فقال: «يدخل.» والتفت إلى الحضور وقال: «هذا رسولنا مع الجند إلى قصر المأمون، فلنسمع ما جاء به.»
ثم دخل الغلام، وهو من الشاكرية، فألقى التحية وتأدب، فقال له الفضل: «ما وراءك.» قال: «هل أقول؟» قال: «قل ... هل أتيتم بالفتاة؟»
قال: «نعم، ولكنها لم تأت وحدها.» قال: «ومن جاء معها؟»
قال: «جاءت معها مولاتنا أم حبيبة بنت ولي العهد.»
فأجفل الفضل وقال: «أعوذ بالله! وكيف أتيتم بها؟ ومن قال لكم ذلك؟»
قال: «لم يقل أحد ولا نحن رضينا بمجيئها، ولكنها جاءت رغم إرادتنا؛ إذ تعلقت بالفتاة وأبت إلا أن نأخذها معها!»
قال: «إنا لله وإنا إليه راجعون! ألم يكن في وسعكم اجتناب مجيئها؟»
Page inconnue