فأبرقت أسرتها وصاحت: «وجدته؟ أين هو؟»
فأشار إلى بهزاد وقال: «هذا هو يا سيدتي.»
فدهشت وأجفلت وصعد الدم إلى وجهها، ونظرت إلى بهزاد وحدقت فرأت فيه جمالا وهيبة ووقارا، فلم تتمالك أن صاحت فيه: «أنت بهزاد؟»
قال: «نعم، أنا هو.»
قالت: «كيف تجرأت على المجيء إلينا؟ ألم تخف بطش أمير المؤمنين؟»
فقال بهدوء ورزانة: «لم أخفه حيا، فكيف أخافه ميتا؟»
فذعرت واقشعر بدنها ولطمت خديها وصاحت: «أمير المؤمنين مات؟ ابني محمد ... ماذا تقول؟ أتهزأ بي يا نذل؟»
قال: «كلا يا سيدتي، إني أقول الحق، ويسوءني أن يؤلمك هذا، ولكنك سألتني فلم أكذبك.»
فالتفتت إلى سلمان وهي تحسب نفسها في منام وقالت: «سعدون، قل الصحيح، قل أين أمير المؤمنين؟ أظن الرجل يهذي، أين ابني محمد؟ ولدي حبيبي، أين هو؟ قل.»
فأجابها بفتور: «رأيت رأسه معلقا على حائط البستان يا سيدتي، وقد قضي الأمر.» قال ذلك ونهض فلطمت زبيدة خديها بكفيها وصاحت وولولت. وسمع بهزاد في تلك اللحظة صوت ميمونة تستغيث وتقول: «آه، أين أنت يا بهزاد ؟ أنجدني، أنقذني.»
Page inconnue