Amin Khuli et les dimensions philosophiques du renouveau
أمين الخولي والأبعاد الفلسفية للتجديد
Genres
هكذا تتجلى الهيرومنيوطيقا كمنهاج ذي قدرة متفردة على بث الحياة مجددا ودائما في النص، من حيث يلقي تلك التبعة والمسئولية على عملية القراءة والتأويل والتفسير، هو في كلمة واحدة: انصهار النص والقارئ معا. النص مادة خام، القارئ يشكلها ويعيد تشكيلها في عصره تبعا للأفق الثقافي المعطى.
القراءة والتفسير مهمة مستمرة، والتأويل إمكانية مفتوحة ومتجددة دائما. •••
بهذا، وبعد أن رأينا الخطوط العامة للتفسير عند أمين الخولي ومدرسته الأدبية، يتضح تماما كيف كان الخولي هيرمنيوطيقيا كبيرا، ويكفي أن نستشهد بالفقرة التالية من مناهج تجديده. يقول الخولي:
إن الشخص الذي يفسر نصا، يلون هذا النص - لا سيما النص الأدبي - بتفسيره له وفهمه إياه، إذ إن المتفهم لعبارة هو الذي يحدد بشخصيته المستوى الفكري لها، وهو الذي يعين الأفق العقلي، الذي يمتد إليه معناها ومرماها. يفعل ذلك كله وفق مستواه الفكري وعلى سعة أفقه العقلي؛ لأنه لا يستطيع أن يعدو ذلك من شخصيته، ولا تمكنه مجاوزته أبدا، فلن يفهم من النص إلا ما يرقى إليه فكره ويمتد إليه عقله. وبمقدار هذا يحتكم في النص ويحدد بيانه، ولا يستخرج منه إلا قدر طاقته الفكرية واستطاعته العقلية. وما أكثر ما يكون ذلك واضحا حين تسعف اللغة عليه، وتتسع له ثرواتها، من التجوزات والتأولات، فتمتد هذه المحاولة المفسرة بما لديها من ذلك، وإن المستطاع منه في اللغة العربية لكثير وكثير.
13
وأخيرا نشير في الختام إلى أن أزمة الثقافة الإسلامية والحضارة العربية حدثت حين عجزت عن التأويل، وتوقفت عن التفسير المتجدد، ودخلت في ليل الشروح والتعليقات والمتون والهوامش والحواشي. فكان تجديد التفسير شرطا لتجديد الفكر العربي الإسلامي وازدهاره، وكما قيل بحق هذا هو الهدف الذي يسعى إليه المفكرون الإسلاميون منذ فجر النهضة حتى اليوم.
14
ونحسب أن أمين الخولي قد أصاب الكثير من سويداء هذا الهدف.
الباب الثاني
محاولات للتطبيق
Page inconnue