Amin Khuli et les dimensions philosophiques du renouveau
أمين الخولي والأبعاد الفلسفية للتجديد
Genres
تأليف
أ.د. يمنى طريف الخولي
الشيخ المجدد أمين الخولي (مايو 1895-مارس 1966).
أول التجديد قتل القديم بحثا وفهما ودراسة.
أمين الخولي
مقدمة
سيرة شبه ذاتية
منذ مطلع النهضة العربية الحديثة مع بدايات القرن التاسع عشر ونحن ندرك جيدا أن التجديد يكاد يكون فرض عين على المعنيين بالفكر فينا. والمقصود بالتجديد البحث في بعث وتحديث وتنهيض وتنمية معاملات أصالتنا، أو بمصطلح أفضل وأكثر حيوية وحركية وتطورية نقول: تحديث معاملات خصوصيتنا الحضارية.
وعلى مدار القرن العشرين كان فرض التجديد يزداد وجوبا وإلحاحا؛ لمواجهة المستعمر ورياح التغريب العاتية، ثم لتوطيد وتدعيم الثورات القومية وحركات التحرر الوطني التي أينعت وازدهرت مع بدايات النصف الثاني من القرن العشرين. إنها نفس الحقبة التي شهدت أخطر تحدياتنا الحضارية طرا، وأكثرها وبالا، غرس العدو الصهيوني في قلب الوطن العربي معززا ومدعما بتأييد الحضارة الغربية التي تملك عناصر القوة والتقدم والعلم والحداثة، ومدعما بنموذجها الحضاري ذاته، ليزداد فرض التجديد إلحاحا، لا سيما بعد أن حططنا السلاح وسلكنا طريق المفاوضات والمواجهة المباشرة. ثم يشهد العقد الأخير طوفان العولمة يندفع مهددا باكتساح كل الخصوصيات الحضارية، فيفقد العالم الإنساني ثراءه وتنوعه وتعدديته، ولا يبقى إلا النموذج الغربي الأمريكي. وفي مواجهة العولمة يغدو فرض التجديد أكثر وجوبا من كل ما سبق. هكذا فرض القرن العشرون قضية التجديد علينا، فرضا متواترا يزداد إلحاحا. وها هو ذا القرن ينصرف عنا ويودعنا ليكون مثمرا أن نلقي نظرات شمولية عامة لتقييم وسبر حصائله، وحصائل الأعلام الذين ساهموا في توجهاته الكبرى.
ومن منطلق الإحساس بخطورة قضية التجديد في حضارتنا لكي تتواصل فيها عوامل النماء ، والتقدم والازدهار، دون أن تتماوه حدودها وتتميع شخصيتها، دون أن تتحول إلى ظل باهت للآخر الغربي وتندثر خصوصياتها بحرائر العلم الأمريكي ونجومه الزاهية. من هذا المنطلق يتقدم الكتاب بمحاولة لتعيين الأبعاد الفلسفية العميقة، وأيضا تطويرها وتفعيلها عند واحد من رواد التجديد في النصف الأول من القرن العشرين، وهو الشيخ أمين الخولي، فتتكشف أمامنا آفاق فلسفية رحيبة يمتد إليها إسهامه الفكري. •••
Page inconnue