La sécurité contre les dangers des voyages
الأمان من أخطار الأسفار
Chercheur
مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
1409 AH
Vos recherches récentes apparaîtront ici
La sécurité contre les dangers des voyages
Ibn Tawus d. 664 AHالأمان من أخطار الأسفار
Chercheur
مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
1409 AH
الكتاب وحيث قد ذكرنا ما يصحب في سفره من الطعام فلنذكر ما يحضرنا ويتهيأ ذكره من الآداب المتعلقة بالاكل بحسب ما يهدينا إليه واهب الألباب فنقول ان الطعام يحضر بين يدي الانسان إلا بعد ان يولى الله جل جلاله بيد قدرته وحكمته ورحمته وداعيته واختياره وارادته انشاء السماوات والأرضين والبحار والأنهار والغيوث والغيوم والأمطار وفصول الصيف والشتاء والربيع والخريف وما فيها من المنافع والاسرار ويستخدم في ذلك من يختص بهذه المصالح من الملائكة ومن يقوم بتدبير الخلائق من الأنبياء والأوصياء والرعايا والولاة وأصحاب الصنائع والأكرة والحدادين والنجارين والدواب التي يحتاج إليها لهذه الأسباب ومن يقوم بمصالح ذلك ومهماته، من ابتدائه إلى حين طحنه وخبزه وحمله إلى بين يدي من يأكله أوقات حاجاته، فالمنة فيه لله - جل جلاله - أعظم من المؤنة على مائدة بني إسرائيل فيجب أن يكون العبد عارفا وذاكرا وشاكرا لهذا الانعام الجزيل الجليل، وجالسا عند اكله بين يدي الله جل جلاله ليأكل من طبق ضيافته كما يجلس العبد بين يدي سلطان قد عمل له طعاما واستخدم فيه نفسه وخواصه ومن يحتاج إليه من أهل دولته، والسلطان ناظر إلى الذي يأكل، كيف شكره لنعمته وكيف حفظه لحضور السلطان وحرمته وكيف يتأدب في جلوسه بين يديه وكيف يقصد بأكل الطعام ما يريد به السلطان مما يقربه إليه أقول ثم يكون العبد ذاكرا وشاكرا انه إذا اكل الطعام انه لولا ما وهبه الله جل جلاله من الجوارح تعينه على حمله واكله ومضغه والريق الذي يأتي بقدر حاجته من غير زيادة على اللقمة فكانت الزيادة تجرى من فمه ولا نقيصه فكانت اللقمة تكون يابسه أو غير ناعمة أقول وليكن ذاكرا وشاكرا انه إذا صار الطعام في معدته فإن الله
Page 57
Entrez un numéro de page entre 1 - 182