100

قال: حدثني حزيم بن فاتك الأسدي، قال: خرجت في بغاء إبل لي فأصبتها بالأبرق العزاف فعقلتها وتوسدت ذراع بعير منها، وذلك حدثان خروج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ثم قلت: أعوذ بكبير هذا الوادي، أعوذ بعظيم هذا الوادي، قال: وكذلك كانوا يصنعون في الجاهلية، فإذا هاتف يهتف بي ويقول: منزل الحرام والحلال ما هو أذى الجن من الأهوال وفي سهول الأرض والجبال إلا التقى وصالح الأعمال ويحك عذ بالله ذي الجلال ووحد الله ولا تبال إذ يذكر الله على الأميال وصار كيد الجن في سفال قال: فقلت: أرشد عندك أم تضليل يا أيها الداعي ما تحيل قال: جاء بياسين وحاميمات محرمات ومحللات ويزجر الناس عن الهنات هذا رسول الله ذو الخيرات وسور بعد مفصلات يأمر بالصوم وبالصلاة قد كن في الأيام منكرات قال: قلت: من أنت رحمك الله؟ قال: أنا مالك بن مالك بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على جن أهل نجد.

قال: قلت: لو كان لي ما يكفيني إبلي هذه لأتيته حتى أؤمن به.

قال: أنا أكفيكها حتى أؤديها إلى أهلك سالمة إن شاء الله، فاعتقلت بعيرا منها، ثم أتيت المدينة فوافقت الناس يوم الجمعة وهم في الصلاة، فقلت: يقضون صلاتهم، ثم أدخل فإني رأيت أنيخ راحلتي، إذ خرج إلي أبو ذر فقال لي: يقول لك رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((ادخل))، فدخلت، فلما رآني قال: ((ما فعل الشيخ الذي ضمن لك أن يؤدي إبلك إلى أهلك سالمة))، أما إنه قد أداها إلى أهلك سالمة.

قلت: رحمه الله، فقال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((أجل رحمه الله))، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحسن إسلامه.

Page 106