لهم بفناء القريب من محض بره عوائذ بذل خطهن جليل.
قال الخطيب: فقلت لابن رامين:هذه موعظة الحميدي لك فعظني [٢٣/ب]
أنت فقال: اتق الله وثق به ولا تتهمه فإن اختياره لك خير من اختيارك لنفسك وأنشدني:
اتخذ الله صاحبا وذر الناس جانبا
جرب الناس كيف شئت تجدهم عقاربا.
قال الأرمنازي: قلت للخطيب: هذه موعظة ابن رامين لك فعظني أنت فقال احذر نفسك التي هي أعدى أعدائك أن تتابعها على هواها فذاك أعضل دائك واستشعر الخوف من الله بخلافها بخلافها فإنها الأمارة بالسوء والفحشاء،ثم أنشدني لنفسه:
إن كنت تبغي الرشاد محضا في أمر دنياك والمعاد
فخالف النفس في هواها إن الهوى جامع الفساد
إلى هنا انتهى التسلسل فقلت لشيخنا، رحمه الله تعالى، فعظني أنت فقال: يا بني عليك بتقوى الله ولزوم الطاعات في الجماعات، واعلم بأن الأمر قريب، والله على أعمالك رقيب ثم بكى وأنشد:
إن لله رجالا فطنا طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
فكروا فيها فلما علموا أنها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخذوا صالح الأعمال فيها سفنا
والله أعلم
٢٥ - املاء يوم الجمعة غرة رجب سنة ١١٩٠:
أخبرنا عبد الخالق بن أبي بكر، أخبرنا يحيى بن يحيى، أخبرنا الحافظ السخاوي، أخبرتنا أم هانىء بنت علي بن عبد الرحمن الهورينية، سماعًا عليها في منزلها، أخبرنا الفقيه عبد الله بن محمد النشاري، أخبرنا إبراهيم بن محمد الطبري، أخبرنا أبو المظفر محمد، أخبرنا أبو البركات عبد الله بن الحسن، أخبرنا أبو منصور سعيد بن محمد بن عمر الرزاز، أخبرنا أبو محمد عبد المحسن بن محمد بن علي البغدادي، أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلال، حدثنا عبد الله بن محمد التمار [٢٤/أ]
،
1 / 59