قال الحلبي: فقلت للسري هذه موعظة بشر لك فعظني أنت فقال:عليك بالإجمال فقلت إني لأحب ذلك فأنشأ يقول:
يا من يريد بزعمه إجمالا إن كان حقا فاستعد خصالا
ترك المجالس والتذاكر يا أخي واجعل خروجك للصلاة خيالا بل كن بها حيا كأنك ميت لا يرتجي منه القريب وصالا. [٢٣/أ]
قال النصري: قلت للحلبي هذه موعظة سري لك فعظني فقال: يا أخي أحب الأعمال إلى الله ﵎ ما أصدر إليه من قلب زاهد في الدنيا فازهد في الدنيا يحبك الله ثم أنشأ يقول: أنت في دار شتات فتأهب لشتاتك
واجعل الدنيا كيوم صمته عن شهواتك
واجعل الفطر إذا ما صمته يوم مماتك
قال ابن خرزاذ: فقلت للنصري: هذه موعظة الحلبي لك فعظني فقال لي: احفظ دينك واسخ بنفسك لله تعالى وانزع قيمة الأشياء عن قلبك يصفو بذلك سرك ويزكو بذلك ذكرك ثم أنشدني
حياتك أنفاس تعد فكلما مضى نفس منها انقصت به جزءًا فيصبح في نفس ويمشي بمثله ومالك معقول تحس به رزءا يميتك ما يحييك في كل ساعة ويحدوك حاد ما يريد به الهزءا.
قال الحميدي: قلت لابن حرزاذ:هذه موعظة النصري لك فعظني فقال له يا أخي عليك بلزوم الطاعة وإياك أن تنزح من باب القناعة وأصلح مثواك ولا تؤثر هواك ولا تبع آخرتك بدنياك واشتغل بما يعنيك بترك مالا يعنيك ثم أنشدني:
ندمت على ما كان مني ندامة ومن يتبع ما تشتهي النفس يندم
فخافوا لكيما تأمنوا بعد موتكم سيلقون ربا عادلا ليس يظلم فليس بمغرور لدنياه زاجر سيندم إن زلت به النعل فاعلم.
قال ابن رامين: قلت للحميدي: هذه موعظة ابن خذداذ لك فعظني أنت فقال: اعلم رحمك الله أن الله جل ثناؤه ينزل العبيد حيث نزلت قلوبهم بهمومها فانظر أين أنزلت قلبك وأنشدني:
قلوب رجال في الحجاب نزول وأرواحهم فيما هناك حلول بروح نعيم الإنس في عز قربه بأفراد توحيد المليك تحول
1 / 58