118

أخبرنا محمد بن علي العبدكي، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن جعفر الموسوي، قال: حدثني أبو محمد علي بن أحمد، عن أبيه أحمد بن موسى، عن موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد عليهما السلام، قال: كان جدي علي بن الحسين إذا ترعرع ولده اشترى لهم الجواري، فقيل له في ذلك، فقال: يمرنون عليهن (1)، فلا يستحيفون الحرائر، قال: فقدمت إلى بعض ولده جارية ليعترضها، فلم تعترض، فسئلت عن امتناعها، فقالت: أريد الشيخ تعني علي بن الحسين عليهما السلام . فقيل: وما تصنعين به، فإنه صوام نهاره، وقوام ليله، متى يتفرغ إليك؟ فقالت: قد رضيت؛ لأني سمعت عن رسول الله صلى الله عله وآله وسلم، أنه قال: (( كل حسب ونسب (2) منقطع يوم القيامة إلا حسبي ونسبي (3) ))) فأحببت ذلك من مثله.

فلما سمع علي بن الحسين عليهما السلام بذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تمعر لونه(4)، ثم قال لها: ما(5) يعجبك مني؟ فقالت: حسن عينيك. فقال: أما إنهما أسرع شيء إلى البلاء، فكيف لو رأيتهما (6) بعد ثلاث من دفني، وقد انشقتا وسالتا علي خدي، وأكل الدود لحمي، ومص الثرى صديدي، هناك تنكرين ما استحسنت مني!

فقالت: بحق رسول الله إلا اشتريتني. فاشتراها، فولدت له زيد بن علي.

أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا علي بن الحسين بن الحارث الهمذاني، قال: حدثنا الحسن بن علي ابن هاشم الأسدي، قال: حدثنا أحمد بن رشد، عن سعيد ين خثيم،

عن أخيه معمر، قال: قال لي زيد بن علي: كنت أماري هشام بن عبدالملك، وأكابده في الكلام، فدخلت عليه يوما فذكر بني أمية، فقال: هم أشد قريش أركانا، وأشد قريش مكانا، وأشد قريش سلطانا، وأكثر قريش أعوانا، كانوا رؤس قريش في جاهليتها، وملوكهم في إسلامها.

Page 118