112

ثم قال: أين عمر بن سعد؟ ادعوا لي عمر. فدعي له، وكان كارها لا يحب أن يأتيه، فقال: يا عمر(1)، أنت تقتلني، وتزعم أن يوليك الدعي بن الدعي بلاد الري وجرجان، والله لا تتهنأ بذلك أبدا عهدا معهودا، فاصنع ما أنت صانع، فإنك لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة، ولكأني برأسك على قصبة قد نصب بالكوفة تتراماه الصبيان، ويتخذونه غرضا بينهم. فاغتاظ عمر بن سعد من كلامه، ثم ضرب(2) بوجهه عنه، ونادى أصحابه: ما تنتظرون به؟ احملوا بأجمعكم، إنما هي أكلة واحدة؟ ثم أن الحسين عليه السلام دعا بفرس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المرتجز، فركبه، وعبأ أصحابه، فزحف إليه عمر بن سعد لعنه الله تعالى، ونادى غلامه دريدا، وقال(3): اقدم رايتك، ثم وضع سهمه في كبد قوسه، ثم رمى، وقال: اشهدوا لي عند الأمير يعني عبيد الله بن زياد لعنه الله تعالى وإياه : أني أول من رماه، فرمى أصحابه كلهم بأجمعهم في أثرة رشقة واحدة، فما بقي واحد من أصحاب الحسين عليه السلام، إلا أصابه من رميتهم سهم (4).

Page 112