24

Espoirs et Destins

آمال وأقدار

Genres

لاحظ سلامة أن عبد الحميد منذ دخلا بيت أبي سريع لم يخرج يده اليمنى من جيب كاكولته، ولكنه لم يعلق على الأمر، فإنها ملاحظة عابرة لا تستحق السؤال .

لم يتعجل أبو سريع وذهب في استرخاء إلى حجرة الجلوس، وما إن رآهما حتى صاح: أنتما؟! ماذا جاء بكما؟!

وقال عبد الحميد: بلدياتك، ونريد أن نهنئك على البيت الجديد.

وصافحهما أبو سريع، فإذا بعبد الحميد يصافحه بيده اليسرى، فقال أبو سريع: أين يدك اليمنى؟ عسى الله تكون قطعت.

وقال عبد الحميد في استخفاف: لا، إنه مجرد جرح.

وازدادت دهشة سلامة، فهو يعلم أن يد عبد الحميد سليمة، ولكنه لم ينطق بحرف، وقال أبو سريع في جرأة: من أعمالك السوداء، كيف تجرؤ على زيارتي بعد أن كذبت على الناس، وادعيت أنني أخذت منك مبالغ من المال؟ - ألم تأخذ؟ - ومن أين لمثلك بالمال حتى آخذه؟ - وماذا تقول لربك؟ - بل ماذا تقول أنت لربك وأنت تسيء إلى سمعة الشرفاء من أمثالي؟

وقال سلامة: على مهلك يا عم الحاج. - أنت لا تتكلم مطلقا. - أمرك.

قال عبد الحميد: يعني أنا ليس لي عندك ألف وستمائة جنيه؟ - أما إنك لوقح، هل جننت يا ولد؟ - فعلا جننت هيا بنا يا سلامة.

وقاما واقفين وقال عبد الحميد: سامحك الله يا حاج أعطني يدك حتى أسلم عليك وأعتذر لك أنني كذبت عليك. - إن كان على يدي هاك يدي.

ومد عبد الحميد يده اليسرى.

Page inconnue