22

Espoirs et Destins

آمال وأقدار

Genres

وطرق الباب، وكان الشيخ عبد الحميد يجلس دائما بجانب الباب، حتى يسارع بفتحه إن جاءه رسول يطلبه إلى عمل.

فتح عبد الحميد الباب أولا، ثم قال: من؟

وجاءه صوت نسائي: ندخل أولا، ثم أخبرك.

ولم تمهله نبوية، وإنما دفعته فاندفع، وأغلقت هي الباب، وأحكمت إغلاقه، ثم التفتت إليه. - ألم تعرفني؟ - العتب على النظر. - أليس عندك مصباح؟ - الكهرباء في البيت ومفتاح النور على يسار الداخل من الباب، ولكن ماذا أفعل أنا بالنور؟

وأضاءت نبوية المصباح وهي تقول: معك حق، اجلس؟ - قولي لي أولا من أنت؟ - أنا نبوية. - بسم الله الرحمن الرحيم، بنت الشيخ عبد الفتاح أبو إسماعيل. - أعفريت أنا يا شيخ قرد! - يا ليتني يا ستي كنت قردا على أقل كنت أراك. - النهاية. - خيرا؟ - أنت تعرف أن زردق كان عنده سلاح كثير. - كان، وأين ذهب السلاح؟ - ألم يفتشوا البيت بعد القبض عليه وأخذوا السلاح؟ - كله؟ - كله إلا ... - إلا ماذا؟ - إلا مسدس صغير تاه منهم. - وأين هذا المسدس؟ - انتظر، المسدس معي. خفت أن تأتوا للتفتيش مرة أخرى، ويتهموا أبي بأنه عنده سلاح فلن يصدقوا أنهم لم يروا المسدس في التفتيش الأول. - كلام معقول. - وأنت تعرف أن أبي لا يحب وجع الدماغ. - أعرف هذا جيدا، إنه يخاف من خياله. - جاءك خابط. - وماله. - المهم. - نعم، المهم ما شأني أنا بهذا الموضوع كله؟ - أنا أفكر أن أبيع المسدس بعد أن يتم طلاقي من المجرم زردق. - لك حق، أهو مسدس من نوع جيد؟ - سلاح رجل لا عمل له إلا القتل. - على رأيك، إنه يساوي على الأقل ثلاثمائة جنيه. - إن لم يكن أكثر. - فعلا إن لم يكن أكثر. - ولكن أنا ما شأني بهذا، أتريدينني أن أتمرن عليه؟

وقهقهت نبوية وهي تقول: من أجل هذا جئت لك. - لأنني أعمى تعنين؟ - من يفكر أن مثلك يملك مسدسا. - غير معقول. - وإذا ملكته ما فائدته لك؟

وصمت عبد الحميد هنيهة حتى صاحت به نبوية: ما فائدته لك؟ - لا فائدة طبعا. - خفت أن أعطيه لغيرك فيأخذه ولا يرده، فقلت: ليس لها إلا عبد الحميد. - الأعمى؟! - لا داعي لقولها. - أو قوليها فقد تعودت عليها. - ما رأيك في هذه الفكرة؟ - فكرة عظيمة فعلا، إنني لن أنتفع به في شيء، حتى ولو فكرت أبيعه سأجعل من نفسي مسخرة؛ من أين للأعمى بالمسدس، وتصبح أحدوثة بين الناس. - هاك المسدس. - هل به رصاص؟ - وماذا تنتظر، ولكن لماذا تسأل؟ - حتى لا ألعب به. - على كل حال أنت لا شأن لك به حتى أجيء إليك وآخذه منك. - وأنا ما الذي يجعلني أقترب من آلة لا أعرف عنها شيئا؟ - أقوم أنا إذن. تركتك بعافية. - مع السلامة يا أختي.

وخلا عبد الحميد بنفسه، أمعقول هذا الذي يحدث؟ سبحانه له في ذلك حكم.

في الندوة التي يشارك فيها عبد الحميد جرى الحديث عن أبي سريع، وقال سلامة: ابن الكلب يضحك على بلد بأكمله.

وقال صديقهم ورداني: اشترى بيتا فخما في مصر في عمارة بالغة العظمة.

Page inconnue