Les Couleurs et les Réactions Humaines
الألوان والاستجابات البشرية
Genres
ما قد ينظر إليه كثير من الناس في وقتنا المعاصر باعتباره ساحرا ورومانسيا في حضارة الهنود الحمر له جذور - على الأرجح - في الصوفية والرمزية؛ فالهندي الأحمر لم يكن «مسحورا» فحسب بجمال الألوان، بل كان يعزو إليها سحرا محددا. وبالنسبة إليه، كان اللون الأحمر يرمز إلى النهار، والأسود يرمز إلى الليل دائما، وكان الأحمر والأصفر والأسود تمثل ألوانا ذكورية، بينما الأبيض والأزرق والأخضر تمثل ألوانا أنثوية. وربطت بعض القبائل الألوان بالعناصر الهندية الأربعة التي تمثلت في النار والرياح والماء والأرض. وبالنسبة لقبيلة شيروكي، مثل الأحمر النجاح والنصر، ومثل الأزرق المحنة والهزيمة، بينما مثل الأبيض السلام والسعادة، ومثل الأسود الموت، وكانت العصي المستخدمة في الصلوات خضراء فاقعة اللون لاستحضار المطر، وحمراء باهتة اللون قبل الحرب. (4) الآلهة
كل الأديان، البدائية أو غيرها، كانت تتصور آلهتها ذات ألوان براقة؛ لأن الآلهة تسكن دائما في السماء التي منها تسطع الشمس والقمر والنجوم وقوس قزح (وعادة كانت آلهة الأرض فانية أو شريرة). كان الإله هو الشمس نفسها في أغلب الأحيان. ودعوني أعرض بعض الأمثلة المختصرة المأخوذة في مجملها من كتابي «قصة الألوان».
في مصر، كانت الشمس نفسها هي رع وأوزوريس (كانت إيزيس هي القمر)، وقد يكون رمزها هو الذهبي أو الأصفر أو الأحمر. وفي أجزاء من الهند يقال إن لون الشمس كان هو الأزرق . ويقال إن اسم «سولومون» هو اسم الشمس في ثلاث لغات.
وفي اليونان القديمة، كان الأصفر أو الذهبي مخصصا للإلهة أثينا، وكان معبدها البارثينون في مدينة أثينا، وكان اللون الأحمر مخصصا للإلهة سيريس؛ إلهة الحصاد، وكان ديونيسوس؛ إله الخمر، ذا وجه أحمر، وكان لون إيريس هو لون قوس قزح.
وفي الهند، كان لون بوذا هو الأصفر أو الذهبي. ووفقا للنصوص المقدسة البوذية فإنه: «لم يكد يطأ بقدمه اليمنى بوابة المدينة حتى انبعثت من جسده أشعة لستة ألوان مختلفة، وانتشرت في كل حدب وصوب فوق القصور وأبراج الباجودا، وزينتها بما يشبه بريق الذهب الأصفر، أو بما يشبه ألوان إحدى اللوحات.» أما إذا تفكر البوذا في خطايا البشر، فإنه حينئذ يرتدي اللون الأحمر. وتقول المصادر البوذية: «كان الرجل المبارك الذي يرتدي رداء من قماش أحمر مزدوج، ويربط نطاقه على خصره، ويلقي بردائه العلوي على كتفه اليمنى؛ يذهب إلى هناك ويجلس، ويظل وحيدا لبرهة، ويبدأ في التأمل.»
وفي الكتاب المقدس، في العهدين القديم والجديد، توجد إشارات كثيرة إلى الألوان، وتوصف الألوان عند ذكر خيمة البرية ذات الستائر الكتانية ذات اللون الأزرق والأرجواني والقرمزي؛ فلقد أمر الرب موسى أن: «كلم بني إسرائيل أن يأخذوا لي تقدمة؛ من كل من يحثه قلبه السموح تأخذون تقدمتي، وهذه هي التقدمة التي تأخذونها منهم: ذهب وفضة ونحاس، وإسمانجوني (أزرق) وأرجوان وقرمز وبوص (كتان)، وشعر معزى، وجلود كباش محمرة، وجلود تخس، وخشب سنط، وزيت للمنارة، وأطياب لدهن المسحة وللبخور العطر، وحجارة جزع، وحجارة ترصيع للرداء والصدرة.»
كان لون الله الأب أزرق وفقا لسفر الخروج، «ثم صعد موسى وهارون وناداب وأبيهو وسبعون من شيوخ إسرائيل ورأوا إله إسرائيل وتحت رجليه شبه صنعة من العقيق الأزرق الشفاف تبدو كذات السماء في النقاوة.» وتقول الأسطورة إن الوصايا العشر كانت مكتوبة على حجر عقيق أزرق، وإن العقيق الأحمر كان على مقدمة سفينة نوح.
ويشبه حزقيال الرب بقوس قزح فيقول: «ومثل منظر قوس قزح في الغيم في يوم ماطر، هكذا كان منظر النور من حوله . كان هذا هو مظهر ما يشبه مجد الرب.» ويستطرد حزقيال فيقول: «وفوق المقبب الذي على رءوسها شبه عرش كمنظر حجر العقيق الأزرق، وعلى شبه العرش شبه منظر إنسان عليه من فوق، ورأيت مثل منظر النحاس اللامع (لون الكهرمان).»
ويرتبط اللون الأخضر الزمردي بالمسيح. ووفقا للقديس يوحنا اللاهوتي: «وكان الجالس في المنظر شبه عرش من حجر اليشب والعقيق، وكان يوجد قوس قزح حول العرش يشبه الزمرد.» واللون الأزرق بين المسيحيين يرتبط غالبا بمريم العذراء.
وما زالت رمزية الألوان في كل من اليهودية والمسيحية حاضرة في طقوس هاتين الديانتين. ومع تغير الملابس المختلفة الألوان من فصل لآخر قد تبهج الألوان العين، لكنها تخبرنا عن الاحتفالات والآلام التي كانت ذات معان مهمة قبل أن تكون جميلة. (5) الكواكب والنجوم
Page inconnue