Les Couleurs et les Réactions Humaines
الألوان والاستجابات البشرية
Genres
لم تخرج الإضاءة النفسية بعد من مختبرات مهندسي الإضاءة. وعلى النقيض من ذلك، فقد ازدرى الفنان المهلوس معدات الإضاءة وصنع ابتكاراته المبدعة الخاصة. والآن يتعاون العلماء والفنانون في محاولة لرؤية ما يمكنهما الاشتراك في فعله. وتوجد وسائل جديدة لاستغلالها في هذا الصدد؛ مثل: الضوء المستقطب، وشعاع الليزر، والإشعاع النووي.
سيأتي اليوم، وبسرعة، الذي سيكون من الممكن فيه حقا إكساب حتى أكثر البيئات تقليدية وبساطة مزيدا من الحياة والحيوية، من خلال تقديم الإضاءة النفسية بطريقة أو بأخرى. في المكاتب، أو المصانع، أو المدارس، من الممكن استخدام مصادر ضوء النهار، بالإضافة إلى بعض مصادر الأشعة فوق البنفسجية لجزء كبير من اليوم. ولأسباب نفسية وعاطفية، من الممكن وضع برنامج لاستخدام ضوء آخر ومستويات شدة أخرى ودرجات أخرى؛ فيستخدم الضوء الدافئ في الصباح، وتزداد الشدة والبياض مع مرور اليوم، وتستخدم إضاءة «محسنة لمظهر البشرة» في فترة استراحة القهوة أو أثناء ساعة الغداء، ويستخدم ضوء وردي أو برتقالي خلال الغسق.
وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الأمراض العصبية وأمراض الذهان، فمن الممكن أن نوصي لهم «بالعلاج بالألوان» من النوع المهلوس، بالإضافة إلى الموسيقى المهدئة وغيرها من الأصوات المريحة. وكما يعلم جيدا ممارس الطب النفسي الجسماني، فإن نسبة كبيرة من الأمراض التي يصاب بها البشر، من الربو إلى القرح، والشري، وتشنجات المعدة، وخفقان القلب، وضيق التنفس، كلها في الغالب يكون مصدرها العقل. ويبدأ الشخص المصاب في التفكير في شقائه، وتزداد حالته سوءا.
إذا كان باستطاعة الضوء واللون إنقاذ الإنسان من نفسه، وسحبه بعيدا عن اليأس، وإشراكه على نحو ممتع في العالم ومع الناس الموجودين فيه، يجب أن يكون للضوء واللون بكل تأكيد مكان أساسي في البيئات الاصطناعية في المستقبل.
الفصل التاسع
الألوان المفضلة للأفراد
إن الألوان المفضلة بوصفها دليلا على شخصية الفرد من الموضوعات المثيرة للجدل، لكنه ليس بكل تأكيد موضوعا غير مبحوث أو غير مدروس. ويرجع السبب في ذلك الجدل إلى أمر بسيط هو أن الناس ليسوا متشابهين؛ فحتى التوءمان المتطابقان فسيولوجيا لدى كل منهما شخصية مختلفة. وعلى الرغم من وجود مشككين وغير مصدقين، فإن الزيادة الثابتة في الأمراض العقلية في كل أنحاء العالم قد فتحت الباب أمام طرق ونظريات جديدة للتشخيص، وكانت الألوان من بين هذه الطرق والنظريات. وعلى الرغم من أن الحقائق القياسية نادرا ما يمكن ضمانها في العلوم النفسية، فإن التعميمات العامة والبارزة ، حتى لو كانت ذات أساس تجريبي، تسترعي اهتمام الممارسة الطبية والمعالجة النفسية. وكما قلنا، فإن بعض التعميمات ذات الأساس الموثوق تماما يمكن أن توضع قيد الاختبار، وتستخدم كوسائل لمعرفة ألغاز الروح البشرية، وتستخلص منها سمات وغرائب عقلية وعاطفية بسيطة، ومعقدة أحيانا، لا يمكن بالتأكيد أن تكون واضحة في مظهر أو سلوك الفرد. والميزة الكبيرة هي أن اعترافات أو تصريحات الأفراد عن ألوانهم المفضلة تكون عادة على نحو عفوي، وتتطلب قدرا قليلا من القرارات العقلانية إذا تطلب الأمر. يمكن القول إن الناس «يحبون» الألوان، وسوف يشتركون بإرادتهم غالبا في أحد اختبارات الألوان. وعند قيامهم بذلك قد لا يحملون أي شكوك تجاه الاختبار، وقد يتعاونون بحماس بلا تردد. وفي واقع الأمر، فإن تبني توجه سلبي تجاه الألوان أو تجاه اختبار الألوان قد يحمل في حد ذاته معنى مهما.
يراجع هذا الفصل الاختبارات التشخيصية المتعلقة بالألوان؛ وهي: اختبار رورشاخ، واختبار هرم الألوان لماكس فيستر، واختبار لوشر للألوان، وكذلك الاختبار الذي أعددته بنفسي. دعوني أوضح أنه على الرغم من أن اختبارات رورشاخ وفيستر ولوشر هي اختبارات علمية الهدف، وتهتم بالطبائع أو الأمراض العقلية، فإن اختباري للترفيه الصرف، ويرتبط بالأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم لحسن الحظ (أو لسوء الحظ) طبيعيين. لقد كان بحثي مكثفا، لكنه كان قاصرا تقريبا على الأشخاص الطبيعيين الذين قابلتهم في المناسبات الاجتماعية والمهنية العادية. أما اختبار رورشاخ، الذي لا يرتبط بالألوان على نحو رئيسي، فيعود إلى عام 1921 (وقدم هذا الاختبار إلى أمريكا في عام 1928). أما أول اختبار ألوان أعددته ونشر في هيئة كتاب وموقع باسم مستعار هو مارتن لانج، فيعود إلى عام 1940، وأول اختبار من اختبارات لوشر يعود إلى عام 1947. ويعود اختبار فيستر إلى عام 1950. ولنبدأ من البداية. (1) إي آر ينش
أعمال إي آر ينش مذكورة أيضا في الفصل الثالث فيما يخص الصور التخيلية. وعلى الرغم من أن كتابه الرائع عن هذا الموضوع يعود إلى عام 1930، «بعد» رورشاخ، فإن إحدى ملاحظات ينش يمكن أن تكون حقا مقدمة لمظاهر الألوان المفضلة والشخصية، وفي الوقت نفسه تقدم نظرية يمكن أن تشكل إلى حد ما أساسا بصريا وفسيولوجيا للموضوع برمته.
أصحاب البشرة الشقراء لديهم إلى حد كبير توجه تجاه الألوان مختلف عن توجه أصحاب البشرة السمراء. وفي محاولة لتفسير ذلك، يذكر ينش الاختلاف بين انتشار «ضوء الشمس» في مناطق العالم القريبة من خط الاستواء وانتشار «ضوء السماء» في المناطق القريبة من القطبين. عندما يسافر المرء من المناخ البارد إلى المناخ الحار، يزيد ضوء الشمس ويقل ضوء السماء. الضوء الشديد يتطلب التكيف مع الشمس أو «الرؤية الحمراء»، وقد يصاحب ذلك تصبغا في العين. وسبب ذلك - على الأرجح - هو حمايتها من ضوء الشمس الزائد.
Page inconnue