Les Couleurs et les Réactions Humaines
الألوان والاستجابات البشرية
Genres
إلى حد كبير، بسبب بابيت ومجموعة كبيرة من المعالجين بالألوان المدعين والمحتالين، نظرت مهنة الطب الحديث بعين الازدراء إلى اللون باعتباره عاملا علاجيا. ولطالما تبنى الطب الحديث توجها عدائيا صريحا أكثر منه لا مباليا. وقد استهجنت الجمعية الطبية الأمريكية ومكتب البريد الأمريكي المعالجين بالألوان ومنعتهم من مزاولة المهنة. ورغم ذلك، ففي الوقت الحاضر، يشق الضوء واللون طريق العودة إلى مجال الطب. وفي العلم المعروف باسم علم الأحياء الضوئية، تجرى دراسة التأثيرات الغريبة للضوء، المرئي وغير المرئي؛ إذ إنها تميل إلى إحداث تغيير أو تأثير على المواد الكيميائية، والكائنات الحية، والميكروبات، والنباتات، والحيوانات، والبشر. وقد بذلت قصارى جهدي لأكون على اطلاع بأحدث تطورات الأبحاث. ويسعدني أن أقدم في هذا الكتاب بعض اكتشافاتي.
اعترف الطب الحديث بقيمة إشعاع الأشعة تحت الحمراء على سبيل المثال؛ فهي مفيدة في تخفيف بعض الأوجاع والآلام، كما يعترف أيضا بفوائد الأشعة فوق البنفسجية، ولها استخدامات علاجية كما سنوضح لاحقا. وفي نطاقات أخرى من الطيف الكهرومغناطيسي الكامل، توجد استخدامات علاجية للأشعة السينية، وأشعة الراديوم، والأشعة الطويلة، التي تستخدم في الإنفاذ الحراري. لكن ماذا عن الضوء «المرئي»؛ الأحمر، والأصفر، والأخضر، والأزرق؟ لقد اقتبست من بعض المصادر القليلة المقبولة، وفقا لما قاله فريدريش إلينجر، فإن «معرفة أهمية الضوء المرئي كعامل معالج تتناسب عكسيا مع الأهمية العامة للضوء المرئي في الأحياء.» ويقول توماس آر سي سيسون : «إن الضوء المرئي ، وكذلك الأشعة فوق البنفسجية أو الأشعة تحت الحمراء، لديه القدرة على إحداث تأثيرات بيولوجية كبيرة. وقد كانت الاستخدامات الطبية للطيف المرئي مهملة إلى حد كبير من جهة الأطباء على مدار السنوات التسعين الماضية.» ويقول ريتشارد جيه وورتمان: «من الواضح أن الضوء المرئي قادر على اختراق أنسجة كل الثدييات إلى عمق كبير. وقد لوحظ وجوده داخل دماغ أحد الخراف الحية.» (9-1) العلاج بأشعة الشمس
إن معرفة أن الضوء واللون من العوامل العلاجية لها بداية مبكرة؛ فوفقا لما يقوله فريدريش إلينجر: «معرفة التأثير العلاجي للضوء يعد من أقدم الممتلكات الفكرية للبشر. وبطبيعة الحال، اعتمدت أقدم التجارب على مصدر الضوء الطبيعي المتمثل في الشمس. وحمام الشمس ممارسة تعود لزمن قديم؛ إذ كان الآشوريون والبابليون وقدماء المصريين يمارسونه، وكان يوجد طائفة عالية التطور تستحم بالشمس والهواء في اليونان وروما قديما. وكان الجرمان القدماء يقدرون القدرات الشفائية لضوء الشمس تقديرا كبيرا، واتخذوا من الشمس المشرقة إلها وعبدوها، كما مارس شعب الإنكا في أمريكا الجنوبية عبادة الشمس أيضا.»
ومع التقدم العلمي للطب، واستخدام إجراءات وأجهزة تشخيصية جديدة، ومواد كيميائية، وأدوية ومضادات حيوية جديدة، أصبح الفن القديم المتمثل في العلاج بالشمس مهملا. وفي القرن التاسع عشر، ظهر على الساحة رائد عصري؛ حيث قدم العلاج الضوئي في بداية جديدة. وجد الدنماركي نيلس آر فينسن فوائد سحرية في الضوء. وقد سعى في سنواته الأولى إلى علاج الجدري باستخدام الضوء الأحمر المرئي لمنع النسيج الندبي. وفي حوالي عام 1896، لاحظ الخواص الإشعاعية لضوء الشمس وأسس معهد الضوء لعلاج السل، وحصل نظير ذلك على جائزة نوبل في عام 1903. أصبح ضوء الشمس العلاج الرئيسي للسل، وأصبحت المصحات حول العالم تصمم بطراز معماري متمثل في باحات وردهات وأسطح تدخلها الشمس.
إن الأشعة فوق البنفسجية ضرورية لرفاهة البشر؛ فهي تساعد في منع الكساح، وتعزز تكوين فيتامين د، وتدمر الجراثيم، وتحدث عددا من التغيرات داخل الجسم. وعلى الرغم من ذلك، فإن زيادتها يمكن أن تؤدي إلى سرطان الجلد. ووفقا لما قاله عالم الكيمياء الحيوية دبليو إف لوميس ، فقد كان الكساح: «أول مرض ناتج عن التلوث الجوي.» خلال الثورة الصناعية عتم الدخان الأسود السماء، وأصبح الكساح بلاء وبائيا يتفشى على نطاق كبير في مدن إنجلترا وأوروبا. قديما، كانت الإصابة بهذا المرض تعزى إلى سوء التغذية، لكن ثبت أن السبب يعود إلى نقص التعرض للأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس. وكان الأطفال المولودون في الخريف أكثر عرضة للإصابة بالكساح مقارنة بأولئك المولودين في الربيع.
يلزم بلا شك وجود مقدار من الضوء فوق البنفسجي في البيئات الصناعية، وتصنع حاليا مصادر ضوء تشع هذا الضوء. وقد استخدم الروس على مدار سنوات الأشعة فوق البنفسجية، بالإضافة إلى ضوء الفلورسنت التقليدي في المدارس والمستشفيات والمكاتب. في المدارس، حقق الأطفال نموا أسرع من المعتاد، وتحسنت القدرة على العمل والدرجات التي أحرزوها، وقلت الإصابة بالنزلة (التهاب القناة التنفسية). كما يطلب من عمال المناجم الروس الحصول على علاجات الأشعة فوق البنفسجية. فماذا يحدث؟ وفقا لتقرير للمفوضية الدولية للإضاءة، فإن «تأثير الأشعة فوق البنفسجية يعزز العمليات الإنزيمية للتمثيل الغذائي، ويزيد نشاط جهاز الغدد الصماء، ويعزز الاستجابة المناعية البيولوجية للجسم، ويحسن توتر الجهاز العصبي والعضلي المركزي.» هذا كثير. وبالإضافة لذلك، يمكن ملاحظة أنه على الرغم من أن الأشعة فوق البنفسجية مفيدة لصحة الكائنات الحية، فإنها يمكن أن تدمر الأعمال الفنية، والأصباغ، والملونات، والمنسوجات؛ ولذلك فإن استخدامها قد يكون مناسبا في المدارس وليس في المتاحف أو المعارض الفنية. الضوء المتوهج، الذي لا يشع تقريبا أي أشعة فوق بنفسجية هو الأفضل استخداما في تلك الأماكن. وتوجد مزيد من الملاحظات عن الأشعة فوق البنفسجية والضوء المتوازن في الفصل الثاني. (9-2) الحساسية الضوئية
إذا كانت الأشعة فوق البنفسجية يمكن أن تسفع الجلد وتسبب التهاب الجلد، فإن الضوء المرئي يمكن أن تكون له تأثيرات أيضا. على سبيل المثال، إنها لحقيقة غريبة أن التعرض للضوء «المرئي» يمكن أن يساعد في علاج الضرر الناتج عن ضوء «الأشعة فوق البنفسجية» غير المرئي.
في مرض نادر يعرف باسم «الشري الشمسي»، قد يصاب بعض سيئي الحظ بطفح جلدي عند التعرض لضوء أزرق أو بنفسجي «مرئي». والسبب؟ يفسر هارولد إف بلوم فيقول: «لا ضير في قول إن هذه الاستجابة تحدث في الجلد الطبيعي، بخلاف هذه الحالة؛ بسبب وجود مادة نشطة ضوئيا تمتص المناطق الزرقاء والبنفسجية من الطيف.»
إن الطفح الجلدي، الذي يحدث عند التعرض لضوء الشمس، قد يعقب استخدام مستحضرات التجميل والعطور ومستحضرات ما بعد الحلاقة، وقد يعقب أيضا تناول كعكة الفراولة أو كعكة الحنطة السوداء. ومعروف عن العمال التعرض للطفح الجلدي بعد التعرض لبعض الأبخرة الصناعية، وحمل الجزر البري أو التين، ومنتجات قطران الفحم. وقد تتعرض بعض الحيوانات إلى «حروق» مميتة بسبب ضوء الشمس بعد تناول نباتات معينة مثل عشبة القديس جون. وكتب آرثر سي جيزا يقول: «في بعض أجزاء من إيطاليا ... يمكن تربية الغنم الأسود فقط، وفي بعض أجزاء من شبه الجزيرة العربية يمكن تربية الخيول السوداء فقط. كما يغطون الأجزاء البيضاء في الخيول السوداء بأصباغ سوداء.»
وعلى الرغم من أن معظم الآثار المذكورة آنفا غير مرغوبة ومؤذية، فحاليا في مجال المعالجة الضوئية، يجد الخلق المتعمد للحساسية الضوئية تطبيقات علاجية؛ فبعض الأشخاص المصابين بحساسية تجاه الأشعة فوق البنفسجية أو الأشعة الزرقاء البنفسجية المرئية في ضوء الشمس يمكن إعطاؤهم دواء يمنع بفعالية هذا الإشعاع غير المرغوب، ويمكن هؤلاء الأشخاص من الاستمتاع بالحياة في الهواء الطلق في أحد الأيام المشمسة. ويمكن علاج الصدفية بأصباغ توضع موضعيا. وفي العدوى المعروفة باسم فيروس «الحلأ البسيط» (قروح الزكام) أصبحت ممارسة شائعة أن تدهن المنطقة المصابة بأحد الأصباغ ثم تعرض للضوء المرئي. وقد خضع العديد من الأصباغ الملونة للتجربة (قد تكون الأصباغ نفسها خاملة)، ووجد أن أحد الأصباغ؛ كروم أصفر اللون، فعال إلى حد كبير. واقتباسا من مقالة جوزيف إل ميلنيك: «إن المعالجة المستخدمة حاليا تتكون من تمزيق الجروح الحويصلية القديمة بإبرة معقمة، ووضع محلول صبغ البروفلافين على قاعدة الحويصلات الممزقة، وتعريضها لمدة 30 دقيقة لمصدر ضوء ذي طول موجي مناسب (450 نانومترا بالنسبة للبروفلافين) وبشدة كافية. ويوصى بإعادة التعرض للضوء أربع مرات خلال اليومين التاليين ، وإذا تطورت الجروح يعاد الإجراء.» ولون مصدر الضوء ذي الطول الموجي المقدر بنحو 450 نانومترا بنفسجي مزرق، ولون صبغ البروفلافين أصفر.
Page inconnue