التوسط والاقتصاد
التوسط والاقتصاد
Maison d'édition
دار ابن القيم للنشر والتوزيع
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م
Lieu d'édition
الدمام
Genres
[[فإِنَّه يلزم من عدم طاعة القلب عدم طاعة الجوارح، إذْ لو أطاع القلب وانقاد، أطاعت الجوارح، وانقادت، ويلزمُ من عدم طاعته وانقياده عدم التّصديق المستلزم للطَّاعة، وهو حقيقة الإيمان، فإن الإيمان ليس مجرَّد التَّصديق كما تقدَّم بيانه، وإِنَّما هو التَّصديق المستلزِم للطَّاعة والانقياد، وهكذا الهدى ليس هو مجرَّد معرفة الحقِّ وتبيُّنه، بل هو معرفته المستلزمة لاتِّباعه، والعمل بموجبه، وإِنْ سمِّي الأوَّل هدى، فليس هو الهدى التّامّ المستلزم للاهتداء، كما أَنَّ اعتقاد التَّصديق، وإِنْ سُمِّي تصديقًا، فليس هو التصديق المستلزم للإيمان، فعليك بمراجعة هذا الأصل ومراعاته» (١) .]] (*)
[[وقال في "النونية" منكرا على المرجئة الجهمية
«وكذلك الإرجاء حين تقر ... بالمعبود تصبح كامل الإيمان
فارم المصاحف في الحشوش ... وخرب البيت العتيق وجد في العصيان
واقتل إذا ما اسطعت كل موحد ... وتمسحن بالقس والصلبان
واشتم جميع المرسلين ومن أتوا ... من عنده جهرا بلا كتمان
وإذا رأيت حجارة فاسجد لها ... بل خر للأصنام والأوثان
وأقر أن الله ﷻ ... هو وحده الباري لذي الأكوان
وأقر أن رسوله حقا أتى ... من عنده بالوحي والقرآن
فتكون حقا مؤمنا وجميع ذا ... وزر عليك وليس بالكفران
هذا هو الإرجاء عند غلاتهم ... من كل جهمي أخي الشيطان»]] (**)
... وقال في "أعلام الموقعين": «وقد تقدَّم أَنَّ الذي قال لمَّا
_________
(١) انظر "كتاب الصلاة" (ص ٥٣، ٥٤) (المكتب الإسلامي)، ط١ - ١٤٠١هـ.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة:الكلام بين المعكوفين في النسخة الإلكترونية على موقع الدرر السنية - بإشراف الشيخ المؤلف - وليس في المطبوع
(**) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة:الكلام بين المعكوفين موجود في المطبوعة، وليس موجودا في النسخة الإلكترونية على موقع الدرر السنية - بإشراف الشيخ المؤلف
وعلّق المؤلف في الحاشية على أبيات ابن القيم بقوله:
انظر "الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية مع شرح ابن عيسى:
"توضيح المقاصد وتصحيح القواعد" (٢ / ١١٧) المكتب الاسلامي ط ٢-١٣٩٢ هـ.
وقال الشارح تعليقًا على الناظم: «شرع الناظم في بيان ما تقضيه جيم الإرجاء، وهو أن عندهم إذا أقر الانسان بأن الله وحده هو الخالق، وأن رسوله حق أتى من عند الله، فهذا هو الإيمان عندهم وإن فعل ما فعل فهو ذنب ووزر وليس بكفر. قوله: فارمِ المصاحف في الحشوش، وخرب البيتَ العتيقَ، واقتل إن استطعت الموحدين، واشتم جميع المرسلين، واسجد للأصنام، ولا يضرك ذلك، إذا أقررت بأن الله الخالق وأن رسوله ﷺ حق فهذا هو الإرجاء عند غلاة الجهمية»
قلت: هذا تقرير من الناظم والشارح أن هذه الأفعال كفر وإن اعتقد أو أقر بالشهادتين، بل جعلاه من إرجاء غلاة الجهمية.
1 / 61