التباريح في صلاة التراويح

Abdul Rahman bin Abdulaziz Al-Aql d. Unknown
103

التباريح في صلاة التراويح

التباريح في صلاة التراويح

Maison d'édition

مركز النخب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م

Lieu d'édition

مطبعة معالم الهدى للنشر والتوزيع.

Genres

وفي الحديث الذي رواه أبو موسى مرفوعًا: «ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلا غَائِبًا، إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا» (^١)، والإفراط في رفع الصوت بالدعاء، بالإضافة إلى مخالفته للسنة، هو مجلبةٌ للرياء، وينافي لب الصلاة من الانكسار لله والذل بين يديه. ومن التكلف أيضًا: المبالغة في رفع الصوت بالبكاء (^٢)، وتكلف ذلك أحيانًا، والمشروع للإمام إذا تأثر بالقرآن أو بالدعاء أن يدافع البكاء، فلم يكن من هدي النبي ﷺ أن يبكي في الصلاة بصوت عالٍ ليبكي من خلفه، كما قد يكون من بعضهم، فيستدعون ببكائهم بكاء غيرهم، ناهيك أن بعضهم يبكون بنحيب وعويل، بل كان ﷺ يكتم بكاءه في صدره حتى يصبح له أزيز كأزيز المرجل (^٣)؛ أي: كغلي القدر. قال ابن القيم ﵀ عن هديه ﷺ في البكاء: «وأما بكاؤه ﷺ فكان من جنس ضحكه، لم يكن بشهيق ورفع صوت» (^٤).

(^١) أخرجه البخاري (٣/ ١٠٩١) رقم (٢٨٣٠)، ومسلم (٤/ ٢٠٧٦) رقم (٢٧٠٤). (^٢) والفرق بين هذه الصورة وسابقتها أن تلك في رفع الصوت بالدعاء، وهذه في رفع الصوت بالبكاء. (^٣) أخرجه أبو داود (١/ ٣٠٠) رقم (٩٠٤)، والنسائي (٣/ ١٣) رقم (١٢١٤)، واللفظ له، وفي رواية أبي داود: «كَأَزِيزِ الرَّحَى»، وإسناده صحيح. (^٤) زاد المعاد (١/ ١٧٥).

1 / 107