السنة والتشريع - موسى شاهين لاشين

Musa Shahin Lashin d. 1430 AH
44

السنة والتشريع - موسى شاهين لاشين

السنة والتشريع - موسى شاهين لاشين

Maison d'édition

مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف هدية شهر شعبان ١٤١١ هـ

Lieu d'édition

مجلة الأزهر

Genres

يسلم به: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ (١). بقي في نفسي تساؤل بخصوص حديث تأبير النخل، ربما يثور في نفوس البعض، هو: لماذا ألهم الله رسوله ﷺ أنْ يشير عليهم بهذه الإشارة، مع أنها لم تكن في مصلحتهم؟ ولماذا جعلهم الله يستسلمون لمجرَّد الإشارة، وهم المعروفون بالمراجعة والنقاش وكثرة السؤال؟ ولماذا لم يتدارك الله بهذه المشورة بالتصحيح قبل أنْ تنتج شيصًا للمسلمين يسخر منه اليهود وأعداء الإسلام حين يصح نخلهم ويسوء نخل المسلمين بسبب مشورة نبيِّهِم ﷺ. سنحاول تلمس حكمة لهذه الحادثة، فإنْ حصلت بها قناعة واطمئنان فالحمد لله، وإلاَّ فنحن مؤمنون أرسخ الإيمان بأنَّ لله في ذلك حكمة، وهو الحكيم الخبير. أولًا: هناك من الأمور ما نحسبه شرًّا لنا وهو في الحقيقة خير لنا، كخرق السفينة، يحسب لأول وهلة أنه شر لأصحابها، فلما وضحت الحقيقة كان خيرًا، وبالقياس على هذا: ألم يكن من الجائز أنْ يطمع الكافرون في المدينة وتمرها، فيهاجموها من أجل نزول محمد ﷺ فيها؟ فخروج التمر

(١) [النساء: ٦٥].

1 / 45