203

القيامة الصغرى

القيامة الصغرى

Maison d'édition

دار النفائس للنشر والتوزيع،الأردن،مكتبة الفلاح

Numéro d'édition

الرابعة

Année de publication

١٤١١ هـ - ١٩٩١ م

Lieu d'édition

الكويت

Genres

إن الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن حذيفة صريح في أن خروج النار التي تحشر الناس من اليمن هي آخر الآيات، فقد ذكر الرسول ﷺ الآيات العشر الكبرى، وقال في الآية العاشرة وهي النار: " وآخر ذلك نار تخرج من اليمن، تطرد الناس إلى محشرهم " (١) .
وتبقى ست آيات: طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، والدخان، والخسوف الثلاثة: الخسف الذي بالمشرق، والآخر الذي بالمغرب، والثالث الذي بجزيرة العرب، أما طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، فتكونان بعد نزول عيسى وقتله الدجال، وإهلاك يأجوج ومأجوج في عهده، وبعد فساد الناس ودروس الإسلام وقبل خروج النار التي تحشر الناس، ولكن أيهما أسبق: خروج الشمس، أم خروج الدابة؟ ذلك ما لا نستطيع الجزم به بسبب عدم جزم الرسول ﷺ بذلك، ففي حديث عبد الله بن عمرو ﵁، أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: " إن أول الآيات خروجًا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيهما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى على إثرها قريبًا " (٢) .
ولا يجوز الاستدلال بهذا الحديث على أن طلوع الشمس يكون قبل خروج الدجال ونزول عيسى وخروج يأجوج ومأجوج، لقوله: أول الآيات خروجًا طلوع الشمس.. " فالذي يترجح من الأخبار أن خروج الدجال أول الآيات العظام المؤذنة بتغير الأحوال العامة في معظم الأرض، وينتهي ذلك بموت عيسى ابن مريم، وأن طلوع الشمس من المغرب هو أول الآيات العظام المؤذنة

(١) رواه مسلم في صحيحه، (٤/٢٢٢٥)، ورقمه: (٢٩٠١) .
(٢) رواه مسلم في كتاب الفتن، باب في خروج الدجال، (٤/٢٢٦٠)، ورقم الحديث: (٢٩٤١) .

1 / 219