تداعي الأمم عَلى الأمَّة الإسلاميَّة
من علامات الساعة تكالب أمم الكفر على هذه الأمة، ففي الحديث عن ثوبان قال: قال رسول الله ﷺ: " يُوشِك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوَهْن، فقال قائل: يا رسول الله وما الوَهْن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت " (١) .
وقد وقع هذا عبر التاريخ أكثر من مرة، عندما تداعت الأمم الصليبية إلى غزوة هذه الأمة، ومرة أخرى عند اجتياح التتار العالم الإسلامي، ولكن هذه النبوءة تحققت في القرن الأخير بصورة أوضح فقد اتفق الصليبيون واليهود والملاحدة على هدم الخلافة الإسلامية، ثم جزؤوا الديار التي كانت تحكمها، وتقاسموا ديار المسلمين فيما بينهم، وأعطوا فلسطين لليهود، وأصبح المسلمون أضيع من الأيتام على مأدبة اللئام، ولا تزال قوى الشر إلى اليوم متداعية لتدمير هذه الأمة وامتصاص خيراتها، ونهب ثرواتها، وإذلال رجالها، والأمة الإسلامية خانعة ذليلة، لم تغن عنها كثرتها، غثاء كغثاء السيل، وعلتها كما أخبر الرسول ﷺ: الوَهْن: حب الدنيا، وكراهية الموت.
(١) الحديث بمجموع طرقه صحيح، كما قال الشيخ ناصر الدين الألباني، وقد عزاه إلى أبي داود، والروياني، وابن عساكر، وأحمد في مسنده، وأبو نعيم في (الحلية) وغيرهم (سلسلة الأحاديث الصحيحة: (٢/٦٨٤)، حديث رقم (٩٥٨) .