L'Allemagne nazie : une étude de l'histoire européenne contemporaine (1939-1945)

Muhammad Fuad Shukri d. 1392 AH
84

L'Allemagne nazie : une étude de l'histoire européenne contemporaine (1939-1945)

ألمانيا النازية: دراسة في التاريخ الأوروبي المعاصر (١٩٣٩–١٩٤٥)

Genres

وفي كتاب «كفاحي» لخص الهر هتلر النتائج التي تحدث من اختلاط الأجناس المختلفة في قوله: إن ذلك يؤدي أولا: إلى هبوط مستوى الجنس الأعلى مكانة. وثانيا: إلى انحطاط جثماني وروحي يفضي - ولا شك - إلى انتشار الضعف والمرض، ولو أن هذا يحدث بطيئا في بداية الأمر. ولذلك رأى الهر هتلر من الضروري أن يسود قانون أعلى ومقدس ينبغي بمقتضاه أن يحرص كل إنسان على أن يظل «الدم» نقيا خالصا. ويسوغ الهر هتلر وجود هذا القانون وواجب العمل به بزعمه أن امتزاج «الدم» وهبوط المستوى الجنسي تبعا لذلك قد أفضيا وحدهما إلى فناء الثقافات القديمة، كما حدث للثقافة الآرية على وجه الخصوص. فقد ظل الفاتحون سادة القوم، وخالقي أو مبتكري ألوان الثقافات المنوعة ما داموا متمسكين بمراكزهم كحكام، وما داموا محتفظين بنقاوة الدم الذي يجري في عروقهم. غير أنه في كل مرة امتزج دم الآري بغيره من دم الأجناس الوضيعة، أظهر التاريخ أن النتيجة الحتمية لهذا الامتزاج كانت اختفاء حامل لواء الحضارة، أي الرجل الآري وحده.

وأما الذين أفادوا من هذا الامتزاج فكانوا دائما شعوب الأجناس الوضيعة؛ لأن الدم الآري من شأنه أن يحفظ لهم بقاءهم؛ إذ بغيره يسيرون إلى الفناء بخطوات سريعة، والشر في ذلك كله أن هذه الشعوب الوضيعة إنما تستمد القوة والحيوية من طريق تدنيس الآريين وإحالتهم إلى شعب «لقيط»، أي إلى شعب غير نقي الدم.

ثم يمضي الهر هتلر فيقول : إن هذا الفساد كان قد بدأ يحطم ميزات الجنس النوردي في ألمانيا قبل وصول النازيين إلى الحكم إلى حد هدد بجعل القاطنين بالمدن الألمانية الكبيرة خصوصا يشبهون من حيث مستواهم الجنسي الشعوب القاطنة بأرض إيطاليا الجنوبية، ومع هذا فإن خطر انحطاط الجنس النوردي لم يكن في رأيه مقصورا على الجرمانيين وحدهم، بل إنه كان يهدد العالم أجمع بعواقب وخيمة؛ لأن إهمال الألمان في صون نقاء الدم الذي يجري في عروقهم جعلهم يخفقون في إحراز السيطرة العالمية؛ إذ «إن السموم التي أثرت في شعبنا (من جراء امتزاج الدم الآري بدم شعوب الأجناس الأخرى) وخصوصا من أيام حرب الثلاثين سنة المعروفة، لم تسبب انحلال دمائنا فحسب، بل وأرواحنا أيضا، حتى نجم عن ذلك أن أصيب الشعب الجرماني بالانحلال في كل ظرف عصيب قابله؛ إذ ينقص الشعب الألماني وجود غريزة الجماعة القوية التي أساسها وحدة الدم وتجانسه، والتي من شأنها على وجه الخصوص في اللحظات التي يجيء فيها الخطر مهددا أن تصون الأمة وتحفظها من الدمار ... فلو أن الشعب الألماني كان يتمتع بهذه الوحدة المستمدة من وجود غريزة الجماعة القوية في أثناء نموه التاريخي - وهي الوحدة التي انتفعت بها شعوب أخرى - لأصبح الريخ الألماني سيد الكرة الأرضية بأجمعها ...» •••

وقد زعم الهتلريون أن أفضل الطرق الحاسمة لضمان نقاء الدم الآري، في دولة الريخ الثالث، فناء اليهود أو طردهم من ألمانيا؛ ولذلك ارتبطت «هيستريا الدم» عند النازيين «بهيستريا» أخرى كانت وما تزال في الحقيقة أشد خطرا على البشرية من دعاوى الجنس الخالص، والدم النقي، هي «هيستريا اليهودية». وكما أن «هيستريا الدم» لا تستند إلى أي أساس علمي صحيح كما أثبت علماء الأجناس، فإن «هيستريا اليهودية» في ألمانيا تستند إلى طائفة من المعلومات المشوهة والحقائق المزيفة التي حرص النازيون منذ طمعوا في فرض سلطانهم على ألمانيا، على أن يغذوا بها الجماهير المتقلبة في أحضان الفوضى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي أعقبت انهيار دولة الريخ القيصرية بعد هزيمة الحرب العالمية الأولى.

فقد قدر النازيون أنفسهم، قبل اندلاع نيران الحرب العالمية الثانية بعام واحد، أن عدد سكان ألمانيا - عدا النمسا - الذين يجري في عروقهم دم يهودي بنسبة 25٪ أو أكثر يتراوح بين 800000، ومليون، من بينهم 500000 إلى 625000 يهودي و200000 إلى 250000 أنصاف يهود، و100 إلى 125000 أرباع يهود. وعلى هذا اعترف النازيون أنفسهم بأن اليهود الخلص كانوا لا يجاوزون 7 / 10 أو 9 / 10 من 1٪ من عدد سكان ألمانيا، بينما يبلغ أنصاف اليهود 2 / 10 أو 3 / 10 من 1٪، أما أرباع اليهود فيؤلفون جزءا صغيرا يزيد قليلا على 0 / 10 من 1٪ وزيادة على هذا فمن الثابت أن عدد اليهود في ألمانيا كان آخذا في النقصان بدرجة ملموسة قبل حدوث الثورة النازية ذاتها؛ فقد دلت الإحصائيات على أن نسبة المواليد - بما في ذلك اليهود - في عام 1880 بلغت 41,05 في الألف، من ذلك 32,26 في الألف بين اليهود الألمان. ولكن هذه النسبة انخفضت في عام 1910 إلى 33,05 في الألف، من ذلك 16,55 في الألف بين اليهود. وفي الفترة بين عامي 1911-1925 بلغت زيادة الوفيات على المواليد بين اليهود البروسيانيين 37,093، ومن المحتمل أن هذه النسبة كانت محفوظة أيضا في بقية أنحاء الريخ. وعلى هذا فإنه استنادا إلى ما كان يذيعه النازيون أنفسهم، يتضح أن عدد اليهود في ألمانيا كان قليلا جدا، بل وآخذا في النقصان المستمر حتى قبل أن يصل النازيون إلى الحكم.

ومع ذلك، زعم النازيون أن اليهود هم أخطر أعداء ألمانيا، ومن حق القارئ أن يسأل كيف تصبح أقلية تافهة لا تزيد على 1٪ أو 1,4٪ مصدر الخطر الكبير على أغلبية عظيمة تبلغ 98٪، ولكن من العبث أن ينتظر إنسان جوابا من النازيين على هذا السؤال، فإذا فعلوا كانت إجابتهم تشتمل على الدعاوى الآتية؛ أولا: أن اليهود إذا لم يكبح جماحهم ظلوا مستأثرين بالمراكز الهامة في البلاد وصار لهم نفوذ كبير لا يتناسب قط مع عددهم الضئيل. ثانيا: أن اليهود جنس جم النشاط يتمتع بحيوية عظيمة حتى إن الفرد الواحد منهم لترجح كفته 99 ألمانيا من غير اليهود. ثالثا: مما يزيد هذا الأمر خطرا أن الضرر الذي يهدد الريخ ليس مصدره اليهود في داخل ألمانيا نفسها، بل مصدره الحقيقي كل أولئك اليهود المتشردين في أرجاء العالم والذين يتآمرون ضد دولة الريخ الثالث.

ولذلك بدأ اضطهاد اليهود في ألمانيا منذ بدأت الحركة الوطنية الاشتراكية في عام 1920. ومن المعروف أن الوطنية الاشتراكية عند نشأتها كانت تتألف من الزراعيين برئاسة الكونت إرنست تزو ريفنتلو

Ernst zu Reventlow ، ومن الحزب الألماني الاشتراكي برئاسة كونز

Kunze ، ثم من الشراذم التي التفت حول لودندورف وهتلر وحاولت الثورة في عام 1923، وقد جعل كل هؤلاء اضطهاد اليهود وإقصاءهم عن ألمانيا أو إفناءهم من الأهداف التي تمسكوا بضرورة تحقيقها واشتملت عليها برامجهم. وإلى لودندورف يرجع الفضل في كشف تلك المحالفة ذات الخطر التي ادعى أن اليهود قد أوثقوا عراها مع جماعة الجزويت الدوليين والبنائين الأحرار، من أجل القضاء على الدولة الوطنية وتقويض أركانها. وكان مما ساعد «لودندورف» على الوصول إلى هذا الكشف تلك الأقصوصة الزائفة التي روجها أعداء اليهودية في العالم عندما نشروا في ألمانيا عام 1919 وثيقة عرفت باسم: «بروتوكولات عقلاء أو حكماء صهيون

The Protocols of the Elders of Zion »، قالوا عنها: إنها عبارة عن صورة طبق الأصل من تفاصيل ما جاء في المؤتمر الصهيوني المنعقد في مدينة «بال» من أعمال سويسرة في عام 1897. وتتحدث هذه الوثيقة عن مؤامرة يهودية واسعة النظاق الغرض منها فرض سيطرة اليهود على العالم أجمع. بيد أن كبار المسئولين من اليهود سرعان ما أجمعوا على إنكار هذه الوثيقة وأعلنوا زيفها، ثم استطاعت جريدة «التيمس» في عام 1921 بعد بحث مستقل وفحص دقيق إثبات تزويرها؛ فقد أظهرت هذه الجريدة أن أحد أفراد البوليس السري القيصري الروسي القديم - أو الأوخرانا

Page inconnue