L'Allemagne nazie : une étude de l'histoire européenne contemporaine (1939-1945)
ألمانيا النازية: دراسة في التاريخ الأوروبي المعاصر (١٩٣٩–١٩٤٥)
Genres
Czerniakov »، كان يقيم به جماعة من المسئولين عن إصدار جريدة «صوت بولندة
Glos Polski »، فلم يكتف الجستابو بإطلاق المدافع السريعة على تعساء الحظ في هذا المنزل، بل قبضوا على الأهلين في المنازل المجاورة، وأعدموا الجميع بالرصاص، وبلغ عدد ضحايا هذه المجزرة 83 قتيلا من الإناث والذكران، واشتدت حملة الجستابو على محرري وموزعي الصحف السرية في عام 1941 حتى بلغ متوسط الذين أعدموا «بالجيلوتين» في مدينة «بونزان
» 25 شخصا في الأسبوع الواحد. وفي الواقع نصب النازيون «الجيلوتين» في كل مدينة وكل قرية تقريبا. وفي «سيليزيا» صاروا يرغمون أطفال المدارس على حضور عمليات الإعدام في كل مرة. وفي 8 يونية 1942 شنق الألمان علنا في المدينة نفسها خمسة عشر شخصا اتهموهم بتوزيع الصحف السرية، وظلت جثث المتوفين معلقة مدة ثمان وأربعين ساعة، وكان من بين هؤلاء ثلاث عشرة امرأة، هذا عدا عقوبات الإعدام والسجن لمدد طويلة، كان يوقعها النازيون على كل متهم بالاستماع إلى محطة الإذاعة البريطانية
B. B. C.
أو ترويج الأنباء المذاعة من لندن. •••
وفي يوغوسلافيا انبرت صحيفتها السرية المشهورة «الحرية أو الموت!
Svoboda Ali Smart » تنشر قصة معركة يوغوسلافيا الثانية، هذا بعد أن أعلن الألمان أن البلاد قد دانت بأسرها، وأن الحرب قد وضعت أوزارها في يوغوسلافيا فوقع على عاتق هذه الصحيفة السرية إذن - وكانت تصدر في «لوبليانا
Llubljana » - أن تفضح كذب ادعاءات الألمان وتعلن إلى الملأ تأليف جيش يوغوسلافيا الوطني الذي ظل يرفع راية الجهاد تحت قيادة الجنرال ميخائيلوفتش. فقد استطاع السربيون والكرواتيون والسلوفينيون أن يدفنوا خلافاتهم القديمة؛ حتى يؤلفوا من بينهم جيشا كبيرا يتولى الدفاع عن أرض الوطن، ووقع اختيارهم على الجنرال ميخائيلوفتش للقيادة العامة؛ لأنه كان يتمتع بتاريخ حافل؛ إذ اشترك قبل ذلك في الحرب ضد الأتراك في عام 1912، وضد البلغار في عام 1913، وضد الألمان والنمساويين في عام 1914، ثم كان في استطاعته عندما اجتاح الألمان بلاده في الحرب الماضية أن يفر بسلام إلى القطر المصري على متن إحدى الطائرات، ولكنه رفض وآثر المكث بين مواطنيه، واتخذ مقره في الجبال الوعرة، وهناك انضم إليه ألوف الرجال والنساء لإعداد جيش يوغوسلافيا الوطني. ولعل أهم مميزات ميخائيلوفتش أنه كان أعظم الرجال خبرة بحرب العصابات في القارة بأسرها، وقد استطاع بعد صعوبات جمة أن يجمع جيشا بلغ عدده في يونية 1941 مائة ألف جندي.
وفي ذات يوم من أيام هذا الشهر نفسه، فوجئ الجند الألمان وكذلك الكروات الذين عملوا معهم، بهجوم ميخائيلوفتش ورجاله عليهم، وكان هجوما عنيفا، اكتسح أمامه كل شيء، فاحتل رجاله مدينة بعد أخرى، وقرية بعد قرية، وكان «التشتنيك» عصب هذا الجيش الجديد. ولقي المحاربون في كل مكان حلوا فيه ترحيبا عظيما، وهكذا استطاع ميخائيلوفتش بعد وقت قصير أن يسيطر على مساحة بلغت عشرين ألف ميل مربع «حوالي خمسي يوغوسلافيا»، طهرت جميعها من الإيطاليين والألمان. ثم أنشأ هذا القائد حكومة جديدة هي حكومة «سربيا غير المحتلة»، وانكب بعد ذلك على إصدار الصحف، ومنها صحيفة «الحرية أو الموت»، وبلغ عدد صفحاتها أربعا، ثم صار لا يقتصر توزيعها على الأرض التي دخلت في حوزة «التشتنيك» بل انتشرت في الأراضي التي احتلها الألمان والإيطاليون أنفسهم.
بيد أن جريدة «الحرية أو الموت» لم تكن وحدها الصحيفة التي صارت توزع في الأراضي المحتلة، فقد نجم عن عمل الألمان على إخماد جميع الصحف اليوغوسلافية اليومية العادية، أن ظهر عدد من الصحف السرية المنوعة. فأصدر السربيون والكرواتيون والسلوفينيون جرائدهم الخاصة بهم، وكان للأخيرين على وجه الخصوص عدة صحف، منها: عدا «الحرية أو الموت»، «سلوفينيا الحرة
Page inconnue