L'Allemagne nazie : une étude de l'histoire européenne contemporaine (1939-1945)
ألمانيا النازية: دراسة في التاريخ الأوروبي المعاصر (١٩٣٩–١٩٤٥)
Genres
» وزير العدل، ثم في اليونان «تسولاكجلو
Tsolakoglu ».
غير أنه إذا استثنيت فرنسا، حيث كان يحاول الماريشال «بيتان» و«لافال» و«ديا» استمالة شطر كبير من الشعب الفرنسي للتعاون مع الريخ الثالث؛ لأصبح عدد الكويسلنجيين في كل بلد من البلدان المفتوحة والمحتلة لا يزيد في الحقيقة على 5٪ من مجموع سكانها، بل إن هذه النسبة تقل كثيرا في بولندة وتشيكوسلفاكيا وسربيا واليونان والنرويج ودول البلطيق، فلا يزيد في هذه الدول عدد المتعاونيين مع النازي على 1٪ من السكان، وفي بولندة على وجه الخصوص لم يستطع النازيون استمالة أحد إليهم، فلم يجدوا بها غير الجرمان الأقارب
Volksdeutsche
على استعداد لمؤازرتهم. والأوكرانيون وحدهم هم الذين كانوا يميلون إلى التعاون مع الهر هتلر.
ولذلك لم يكن سواد الشعب في هذه الدول المغلوبة على أمرها يوما من الأيام قانعا بالعيش الذليل في ظل الاستغلال النازي المرهق، والأدلة على ذلك متوفرة؛ فهناك الصحف النازية نفسها في الريخ وفي البلدان المحتلة والمفتوحة كانت تشكو مر الشكوى من امتناع الشعوب المقهورة عن التعاون مع الريخ في دعم أركان النظام الجديد، كما كانت هذه الصحف تنشر بعض أخبار المقاومة المنظمة لتعطيل الإنتاج الاقتصادي على وجه الخصوص، ثم هناك الأخبار والنشرات التي كانت تتسرب إلى العالم الخارجي، هذا إلى جانب ما يقصه عدد من سعداء الحظ الذين أفلتوا من معسكرات الاعتقال أو من قبضة الجستابو الملطخة بالدماء.
ومن هذه المعلومات كافة يتبين أن مقاومة هذه الشعوب المقهورة كانت على نوعين: إيجابية وسلبية.
فقد اهتم الغزاة الألمان دائما من بداية الفتح في البلدان التي سقطت في قبضتهم بتجريد الجيوش الوطنية والمدنيين من الأسلحة؛ لأن النازيين الذين يعرفون حق المعرفة مقدار كراهية هذه الشعوب المغلوبة لهم لم يطمئنوا إلى العيش بين وطنيين مسلحين؛ ولذلك تشدد النازيون في جمع الأسلحة وكلف الجستابو ورجال الشرطة بهذه المهمة، ووقع النازيون عقوبة الإعدام فورا في البلدان المفتوحة على كل ممتنع عن تسليم ما لديه من أسلحة وذخيرة. ومع ذلك أخفق النازيون فيما أرادوا إخفاقا ملموسا؛ إذ استطاع أهل الدول المهزومة إخفاء عدد لا يستهان به من الأسلحة سرعان ما ظهر أثرها في حوادث الاغتيال المتكررة التي ذهب ضحيتها كثيرون من الألمان، ومن صنائعهم الذين قبلوا التعاون معهم. ومع أن الألمان عمدوا إلى اتباع طريقة أخذ الرهائن ثم إعدام المئات منهم عند وقوع حوادث الاغتيال، فإن هذه القسوة لم تفد شيئا في ردع الوطنيين أو تخفيف وطأة هذا النوع من المقاومة الإيجابية؛ بل إن هذه البلدان المفتوحة والمحتلة سرعان ما أصبحت مراكز شديدة الخطر للمقاومة الإيجابية ضد السيطرة النازية.
وكان تنظيم أول مراكز المقاومة الإيجابية في تشيكوسلفاكيا، وسبب ذلك أن حكومة هذه البلاد أدركت من أيام «ميونخ» المعروفة أن الحرب لا محالة واقعة، وأن الوطن سوف يسقط عاجلا أو آجلا تحت نعال الألمانيين، وأن الاحتلال الأجنبي لبلادهم سوف يطول أمده؛ فعمدت الحكومة منذ سبتمبر 1938 بوضع الإرشادات والتعليمات المفصلة لتوضيح ما ينبغي أن يقوم به أهل البلاد من ضروب المقاومة ضد العدو في المستقبل، وبعد انهيار الجيش التشيكو سلفاكي. وكان أهم ما عني به التنظيم الحكومي السري التأكد من وجود أكبر مجموعة ممكنة من الأسلحة الحديثة لدى الأهالي، كالبنادق والمدافع الرشاشة وغير ذلك، مخبأة في حرز مكين يعجز الجستابو أو الجيش الألماني عن العثور عليه، وكذلك نظمت الحكومة جيش المقاومة الإيجابية تنظيما دقيقا؛ فأنشأت الرتب العسكرية ووزعتها على العسكريين والمدنيين على السواء، فكان هناك القواد والضباط والجنود وهكذا.
فما هو إلا أن احتل الألمان من غير قتال بلاد السوديت في أكتوبر 1938، ثم بوهيميا ومورافيا في مارس من العام التالي حتى خرجت إلى عالم الوجود هذه المقاومة الإيجابية المنظمة تبغي إلحاق الأضرار البليغة بعتاد الحرب النازي واغتيال الألمان وصنائعهم. وقد برع التشيكوسلفاكيون في هذا النوع من المقاومة حتى إن «حامي» بوهيميا ومورافيا «هيدريش
Page inconnue