L'Allemagne nazie : une étude de l'histoire européenne contemporaine (1939-1945)
ألمانيا النازية: دراسة في التاريخ الأوروبي المعاصر (١٩٣٩–١٩٤٥)
Genres
S. A. ، وبالحرس الأسود
S. S. ، وبعد ذلك يلحقون بالجماعات أو التنظيمات الأخرى أو يرسلون مباشرة إلى المصانع أو إلى جبهة العمل وإلى الخدمة العمالية، ويلحقون أيضا بالجيش مدة عامين.»
وهذا ما كان يحدث! فكان الأطفال يعيشون في بيوتهم حيث يتكفل آباؤهم بالإنفاق عليهم حتى يبلغوا العاشرة، وفي أثناء ذلك يقوم النازيون بالإشراف والمراقبة، حتى إذا وجدوا الآباء ينشئون أطفالهم تنشئة لا تتفق مع التعاليم والمبادئ النازية، انتزعوا هؤلاء الأطفال من أحضانهم. وفي فبراير 1937، ثم في نوفمبر من العام نفسه أصدرت المحاكم الألمانية أحكاما تقضي بإعطاء حق تربية الأطفال الذين شكت السلطات الحكومية في عدم أهلية والديهم للقيام بتربيتهم للدولة - أي الحزب النازي نفسه.
وفي سائر مراحل التربية التي أشار إليها الهر هتلر في خطابه، كانت تنحصر مهمة النازيين في قطع الصلة التي تربط بين هؤلاء الشبان والشابات ووالديهم، وذلك بإخماد العواطف البنوية، وتعويد الشابات والشبان الاعتزاز بحياة مستقلة ذات مسئولية كاملة، وتنفيرهم من «التقاليد البالية الضارة» التي حرص المعلمون القدماء على صونها وملاحظتها في أثناء تربية النشء وتعليمه؛ إذ كانت تقوم - في نظر النازيين - على ضرورة كبت الغرائز الطبيعية، ثم تنفيرهم من هؤلاء الأساتذة والمعلمين القدماء أنفسهم وتشجيعهم على الإمعان في احتقارهم وامتهانهم، ثم تلقينهم مبادئ النازية وتعاليمها القائمة على إفناء الفرد في الدولة، والتضحية من أجل الزعيم والإخلاص في خدمة دولة الريخ الجديدة، وما يقتضيه هذا الإخلاص في مذهبهم من ضرورة التجسس على آبائهم وأقاربهم واحتقارهم.
وفي الواقع لم يكن من المتعذر على النازيين بلوغ مآربهم بتاتا بفضل التنظيمات والجماعات العدة التي أوجدوها وأشار إليها الهر هتلر في خطابه، والتي حتموا على الشباب الالتحاق بها في أثناء عملهم وفي أوقات فراغهم، والتي كان الغرض منها تنمية الأجسام القوية قبل أي شيء آخر. وقد شرحت إحدى الكاتبات
E. O. Lorimer
كيف سيطر النازيون على حياة الشباب في دولة الريخ، فقالت: «تستغرق تنظيمات فرق الكشافة النازية التي تأسست في عام 1933 والالتحاق الإجباري بها منذ أول ديسمبر 1936، نشاط الصبيان في كل لحظة من لحظات فراغهم بعد دراستهم وألعابهم الرياضية الإجبارية، فإن الصبي بين العاشرة والثالثة عشرة يلتحق بجماعات الشبان الألمان حديثي السن
Deutsches Jungvolk ، وبين الرابعة عشرة والثامنة عشرة يلتحق بجماعة الشبيبة الهتلرية
Hitler Jugend ، وعند بلوغه التاسعة عشرة يجبر على العمل مدة ستة شهور في (خدمة العمل
Arbeitsdienst )، ثم يقضي بعد ذلك مدة سنتين أخريين في الخدمة العسكرية، وله بعد هذه المرحلة أن يدخل إحدى الجامعات أو يلتحق بعمل من الأعمال، أو يحترف إحدى المهن التي يختارها. وفي جميع هذه الحالات لا يكون الشاب حر التصرف في حياته يوجهها كيفما شاء. والسبب في هذا ما تحتمه الدولة من الانتماء إلى جماعة جنود الهجوم
Page inconnue