Allah, l'Univers et l'Homme : Regards sur l'histoire des idées religieuses
الله والكون والإنسان: نظرات في تاريخ الافكار الدينية
Genres
من تلفظ باسمه سهوا أو عمدا مات لتوه،
ولا يعرف إله كيف يتوجه إليه باسمه.
جمع الآلهة ثلاث؛ آمون ورع وبتاح،
ولا ثاني لهم.
هو الخفي باسمه آمون،
وهو الظاهر باسمه رع،
وهو المتجسد باسمه بتاح.
ولكي نفهم مدلولات هذه الترتيلة ينبغي لنا أن نلقي نظرة سريعة على تاريخ الإله آمون والظروف التي أحاطت بارتقائه إلى سدة الإله الأعلى؛ فقد كان آمون إلها لمدينة طيبة عندما كانت مدينة مغمورة، ثم أخذت بالتوسع مع صعود الأسرة الحادية عشرة حتى تحولت إلى عاصمة في عهد الأسرة السابعة عشرة التي طردت الهكسوس من مصر، ثم إلى عاصمة للإمبراطورية التي أسستها الأسرة الثامنة عشرة؛ ولذلك كان على آمون أن يرتقي من إله لمدينة طيبة إلى كبير للآلهة، ويشغل المنصب الذي كان يحتله الإله رع منذ أقدم الأزمنة. ولتحقيق هذه النقلة توجب على كهنته أن يطابقوا بينه وبين رع من جهة، والإله الكبير بتاح من جهة ثانية. وصار إلها واحدا في القوة، وفي الوقت نفسه يحمل ثلاثة أسماء؛ وبالتالي فإن هذه الترتيلة ليست توحيدية وإنما تسويغية تهدف إلى إحلال آمون في منصب رع دون إزاحة رع عن منصبه. وكما ترى فإن مرونة الفكر الأسطوري تجعل أعقد الأمور ممكنة.
على كل، أنا لم أجزم بوجود مقدمات توحيدية في ذلك الفصل، وإنما عرضت بعض آراء الباحثين من ذوي الفكر التوحيدي، وأبقيت المسألة مفتوحة عندما كتبت عنوان الفصل بصيغة الاستفهام. (س):
إذا قلنا بأن التوحيد لم يكن ضرورة تاريخية، فمن أين جاء إذن؟ (ج):
Page inconnue