Allah, l'Univers et l'Homme : Regards sur l'histoire des idées religieuses
الله والكون والإنسان: نظرات في تاريخ الافكار الدينية
Genres
صعد موسى إلى الجبل وحده، ولم يكن هناك غيره؛ ولذلك فإن الرب هو الذي قتله وهو الذي دفنه؛ ولذلك لم يعرف أحد قبره. (س):
هذا الحيز الذي شغلته أخبار موسى في التوراة وفي القرآن الكريم ربما يعدنا بحيز واسع من التناص بين الكتابين! (ج):
قصة موسى في التوراة طويلة جدا وتستغرق أربعة أسفار هي: الخروج واللاويين والعدد والتثنية، ولكن القرآن بأسلوبه الموجز حافظ على التناص معها في عناصرها الرئيسة جميعا، وذلك من ميلاد موسى وحتى وصوله إلى أطراف كنعان، عندما رفض بنو إسرائيل القتال وقالوا له: «اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا ها هنا قاعدون.» وسنتابع فيما يأتي القصة في النصين حتى منتصفها تقريبا.
مولد موسى:
الرواية التوراتية: «ومات يوسف وكل إخوته وجميع ذلك الجيل، وأما بنو إسرائيل فقد أثمروا وتوالدوا وكثروا جدا. ثم قام ملك لم يكن يعرف يوسف فقال لشعبه: هلم نحتال لئلا ينمو هؤلاء فيكون إذا حدثت حرب أنهم ينضمون إلى أعدائنا ويحاربوننا ويصعدون من الأرض. فجعلوا عليهم رؤساء تسخير لكي يذلوهم بأثقالهم فاستعبد المصريون بني إسرائيل ... ونما الشعب وكثر جدا ... ثم أمر فرعون جميع شعبه قائلا: كل ابن يولد لهم تطرحونه في النهر، لكن كل بنت تستحيونها. وذهب رجل من بيت لاوي وأخذ بنت لاوي، فحبلت المرأة وولدت ابنا، ولما رأت أنه حسن خبأته ثلاثة أشهر، ولما لم يمكنها أن تخبئه بعد أخذت له سفطا من البردي وطلته بالحمر والزفت ووضعته بين الحلفاء على حافة النهر، ووقفت أخته من بعيد لتعرف ماذا يفعل به. فنزلت ابنة فرعون إلى النهر لتغتسل وكانت جواريها ماشيات على جانب النهر، فرأت السفط بين الحلفاء فأرسلت أمتها وأخذته، ولما فتحته رأت الولد وإذا هو صبي يبكي، فرقت له وقالت هذا من أولاد العبرانيين. فقالت أخته لابنة فرعون: هل أذهب وأدعو لك امرأة من العبرانيات لترضع لك الولد؟ فقالت لها ابنة فرعون: اذهبي. فذهبت ودعت أم الولد. فقالت لها ابنة فرعون اذهبي بهذا الولد وأرضعيه لي وأنا أعطيك أجرتك، فأخذت المرأة الولد وأرضعته، ولما كبر جاءت به إلى ابنة فرعون فصار لها ابنا» (سفر الخروج، 2: 1-10).
سورة القصص:
طسم * تلك آيات الكتاب المبين * نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون * إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم (= العبرانيين)
يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم (= يدعهن أحياء)
إنه كان من المفسدين * ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض (= العبرانيين)
ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون * وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين * فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين * وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون * وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين * وقالت لأخته قصيه (= تتبعي أثره)
Page inconnue