283

الكشف المبدي

الكشف المبدي

Chercheur

رسالتا ماجستير للمحققَيْن

Maison d'édition

دار الفضيلة

Numéro d'édition

الأولى ١٤٢٢ هـ

Année de publication

٢٠٠٢ م

Lieu d'édition

الرياض

Genres

وهو في معنى: المجيب والمستجيب؛ قال - تعالى ـ: ﴿إذ تستغيثون ربّكم فاستجاب لكم﴾ الآية، إلَّا أنّ الإغاثة أحقّ بالأفعال، والاستجابة بالأقوال، وقد يقع كل منهما موقع الآخر.
قال شيخ الإسلام ابن تيميّة في بعض فتاواه ما لفظه: والاستغاثة بمعنى أن يطلب من الرّسول ﷺ ما هو اللائق بمنصبه؛ لا ينازع فيه مسلم، ومَن نازع في هذا المعنى فهو إمّا كافر وإمّا مخطئ ضالّ.
وأمّا بالمعنى الذي نفاها ﷺ أيضًا يجب نفيها، ومَن أثبتَ لغير الله ما لا يكون [إلَّا] لله؛ فهو أيضًا كافر إذا قامت عليه الحُجّة التي يكفر تاركها.
ومن هذا الباب: قول أبي يزيد البسطاميّ: استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة الغريق بالغريق، وقول الشّيخ أبي عبد الله القرشيّ: استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة المسجون بالمسجون.
وأمّا الاستعانة
وأمّا الاستعانة - بالنّون - فهي: طلب العون. ولا خلاف أنّه يجوز أن يُستعان بالمخلوق فيما يقدر عليه من أمور الدُّنيا؛ كأن: يستعين [به] على أن يحمل معه متاعه، أو يعلف دابّته، أو يُبلّغ رسالته. وأمّا ما لا يقدر عليه إلَّا الله ﷻ؛ فلا يُستعان إلَّا به؛ ومنه: ﴿إيّاك نعبد وإيّاك نستعين﴾ .
وأمّا التّشفّع بالمخلوق: فلا خلاف بين المسلمين أنّه يجوز طلب الشّفاعة من

1 / 317