29

الخطابة عند العرب

الخطابة عند العرب

Chercheur

ياسر بن حامد المطيري

Maison d'édition

مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1433 AH

Lieu d'édition

الرياض

فبلاغة الخطيب في نفسها مَزِيَّةٌ، وارتجالُها بعد هذا مَزيَّةٌ أخرى، وإنما يقوى على ارتجال الخطبة وإلقائِها متماسكةَ الحَلَقات مَنْ سبق له أن أدركَ معانيَ كثيرةً تتصل بالموضوع، وكانت له حافظةٌ قويةٌ تؤدي إليه صورةَ هذه المعاني كما أودعها، وكان بعدَ هذا أَلْمَعِيًّا مُهَذَّبًا، ويحسن التصرُّف في هذه الصور، ويضع كلَّ صورة بالمكان اللائق بها.
أيها السَّادة:
هذا ما سمح المقام بعرضه على أسماع شبابنا الأذكياء، وإنما قَصَدْنَا تذكرتَهم بهذا الفن الجليل فَنِّ الخطابة، لعلهم يمنحونه من إقبالهم جانبًا، فإنَّ الحاجة الشديدة إليه قائمةٌ، والدواعي إلى تَرْقِيَتِه وتوسيع نطاقه مجتمعةٌ، وأولو الألباب هم الذين يقدِّرون الحاجات فيبادرون إلى سَدِّها، ويستمعون إلى الدواعي فيحسنون إجابتها.
***

1 / 199