Les Perles Lumineuses - Partie Un
الجزء الأول
Genres
قال ابن أبي الدم: وفي هذا العام الذي ملك فيه شيرويه قبض رسول الله صلى الله عليه وآله إلى رضوان الله تعالى ورحمته، وملك بعد شيرويه هذا ابنه أزدشير بن شيرويه،وكان طفلا ابن سبع سنين، فملكه عظماء فارس خلا شهريزان فإنه كان يومئذ ببلاد الروم، واحتضنه رجلا منهم يقال له: زرخسيس كان مقدما فيهم فأحسن سياسة الملك وتربية أزدشير، فلما بلغ شهريزان ذلك نقم عليهم في استقلالهم بذلك وعدم مشاورته، وجعل ذلك ذريعة إلى التعنت والبغي عليهم والارتقاء من ضعة العبودية إلى عزة السلطنة، وكان معه جيش كثيف ضمهم إليه أبرويز في سلطانه،ثم شيرويه من بعده، وكانا يسميان ذلك الجيش السعداء، وكان لا يطري لهما في سلطانهما شيء من المهمات إلا ويستشيران فيه شهريزان، وكان معه ستة آلاف فارس فأقبل بهم طلبا للمدائن، وطيسون، وهما دار الممالك بالعراق، فأناخ على مدينة طيسون وحاصرها ونصب عليها المجانيق، وكان أزدشير وعظماؤه قد حولوا أموالهم وعددهم ونساؤهم ومن بقي من نسل ملوكهم إليها فضبطوها أولا أحسن ضبط، ولم ينل شهريزان شيئا وأعياه أمرها، فأخذ في الحيلة والمكيدة فلم يزل يخدع رجلا من عظماء الفرس من أصحاب أزدشير يقال له: بيرجس،وكان متقدما على الحرس، وخسيس بن زرخسيس(1) أصبهيد بنمرود حتى فتحا له باب المدينة فدخلها، وقتل جماعة من الرؤساء، وقبض على أزدشير بعد سنة واحدة وستة أشهر من ملكه.
Page 88