Les Perles Lumineuses - Partie Un

Sams al-Din al-Sarafi d. 1055 AH
85

فقال له بهرام: لبكني أختار لك يوما لصلبك فيه، ثم جرت بينهم حروب شديدة، يقال: إنه كان مع بهرام جماعة من الأسرى الأتراك وغيرهم، وكان فيهم ثلاثة رجال من الأتراك لا يعدل بهم في شدتهم وفروسيتهم قد جعلوا لبهرام أنهم يقتلون أبرويز، ثم يطلقهم من أسره فخرجوا إليه يوما فقتلهم أبرويز واحدا واحدا، وخرج من المعركة وقد أحس من أصحابه الفتور، فدخل إلى أبيه هرمز بذلك، فأشار عليه بالمضي إلى موريق ملك الروم يستنجده على بهرام، فامتثل رأيه ومضى أبرويز مختفيا في عدة يسيرة حتى أتى أنطاكية فأحسن إليه موريق ملك الروم وزوجه ابنته، ثم خاف أهل المدائن من بهرام أن يرد هرمزا إلى الملك مع غيبة ابنه أبرويز فيهلكهم فكتبوا إلى أبرويز بموت أبيه.

وأما ملك الروم: فإنه أنجد أبرويز بستين ألف مقاتل، ومضى بهم راجعا مسرورا إلى المدائن، وقصده بهرام بجيوشه، وانقض إلى أبرويز الأجناد من (فارس) و(أصفهان) و(خراسان)، والتقى الجمعان، وجرت بينهما حروب شديدة حتى اضطرب أمر بهرام وانهزم إلى (خراسان) ثم إلى (الترك)، وكان أبرويز من أشد الملوك بطشا، وأنفذهم رأيا، وأبعدهم غورا، وجمع من الأموال والأجناد مالا يجمعه ملك قبله، وساعده الدهر مساعدة لم يساعد غيره بها.

Page 82