Les Perles Lumineuses - Partie Un
الجزء الأول
Genres
وفي هذه الأبيات الثلاثة إيماء إلى ما ذكره علي عليه السلام في خطبته المعروفه بالشقشقية، فإنها مصرحة منه بالتجرم العظيم، وسيأتي ذكرها إنشاء الله تعالى، وإلى ما روى عنه عليه السلام أنه حين كتب إليه أبو بكر قلب كتابه وكتب في ظهره جوابه.
لئن كنت بالشورى ملكت أمورهم
البيتين، وقد تقدم ذكرهما، وإلى مثل ما روي عن الحسن بن علي عليهم السلام من كتاب كتبه إلى معاوية بن أبي سفيان، فلما توفي صلى الله عليه وآله وسلم تنازعت سلطان العرب فقالت (قريش): نحن قبيلته وأسرته، ولا يحمل بكم أن تنازعونا سلطان محمد في الناس وحقه، فرأت العرب أن القول كما قالت (قريش)، وأن الحجة لهم في ذلك على من نازعها أمر محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فأنعمت لهم العرب وسلمت ذلك، ثم حاججنا نحن قريشا بمثل ما به حاجت العرب، فلم تنصفنا (قريش) إنصاف العرب لها، إنهم أخذوا هذا (1) الأمر دون العرب بالإنصاف والإحتجاج، فلما صرنا أهل بيت محمد، وأولياءه إلى محاجتهم وطلب النصف، باعدونا واستولوا بالإجماع على [من](2) ظلمنا، ومراغمتنا، والعتب منهم لنا، فالموعد الله، وهو الولي والنصير، وقد عجبنا لتوثب المتوثبين في حقنا، وسلطان نبينا، وإن كانوا ذوي فضيلة وسابقة في الإسلام، فأمسكنا عن منازعتهم مخافة على الدين، أن يجد المنافقون والأحزاب بذلك مغمزا يثلمونه به، أو يكون لهم بذلك سببا لما أرادوه من فساده، إلى آخر الكتاب،
قال السيد رحمه الله تعالى:
وما رأى أصرمهم رأيا وكان لهم
أغضى وجامل فاخترنا مجاملة
وقد تجرم منهم في الذي فعلوا ... سوابقا وهو بالصفح الجميل حري
وسامح القوم في أمر أتوه فرى
وما تعدى إلى سب ولا هدرى
المعلوم من حال أمير المؤمنين عليه السلام هو التجرم والتظلم، وإن سكت وجامل فهو سكوت مغلوب مقهور لخشيته على الإسلام ما هو أعظم مصيبة وأشد ثلما.
Page 365