Les Perles Lumineuses - Partie Un
الجزء الأول
Genres
وروي في الصحيحين عن ابن عباس: أنه كان يقول يوم الخميس، وما يوم الخميس، ثم بكى حتى بل دمعه الحصى، قلنا: يا ابن عباس، وما يوم الخميس؟، قال: اشتد برسول الله الوجع فقال: ((ائتوني بكتاب أكتبه لكم لا تضلوا [من] (1) بعدي أبدا)) فتنازعوا قال: وعصوا، ثم أمر بثلاثة أشيئا فقال: ((أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم)) وسئل ابن عباس عن الثالثة فقال: أما أن لا يكون تكلم بها، وأما أن يكون قالها ونسيت، رواه ابن أبي الحديد.
وكان ابن عباس (رضي الله عنه) يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب.
قال ابن أبي الحديد: وتزعم الشيعة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يعلم موته، وأنه سير أبا بكر وعمر في بعث أسامة لتخلو دار الهجرة منهما، فيصفوا الأمر لعلي عليه السلام، ويبايعه من تخلف من المسلمين ب(المدينة) على سكون وطمأنينة، فإذا جاءهما الخبر بموت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبيعة الناس لعلي عليه السلام كانا عن (2) المنازعة والخلاف أبعد، لأن العرب كانت تلزم بإتمام تلك البيعة، وتحتاج في نقضها إلى حروب شديدة، فلم يتم له ما قدر، حتى مات (صلى الله عليه وآله) وهما بالمدينة فسبقا إلى (3) البيعة وجرى ما جرى.
قال: وهذا عندي غير منقدح لأنه إن كان (صلى الله عليه وآله) يعلم موته، فهو أيضا يعلم أن أبا بكر سيلي وما يعلمه لا يحترس منه.
قال: وإنما يتم هذا ويصح إذا فرضنا أنه عليه السلام كان يظن موته ولا يعلمه حقيقة، ويظن أن أبا بكر وعمر متماليان على ابن عمه ويخاف وقوع ذلك منهما ولا يعلمه حقيقة، فيجوز إن كانت الحال هكذا أن ينقدح هذا التوهم. انتهى.
Page 301