Les Perles Lumineuses - Partie Un

Sams al-Din al-Sarafi d. 1055 AH
154

أول مبايعة الأنصار ثم إن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم لقي عند العقبة في منى في الموسم ستة نفر [وهم: أسعد بن زرارة، وعوف بن الحارث، وهو ابن عفراء وأمه عفراء، ورافع بن مالك بن العجلان، وقطبة بن عامر بن حديدة، وعقبة بن عامر بن باني، وجابر بن عبد الله بن زيات]، كلهم من الخزرج، فيهم أسعد بن زرارة، وهم يحلقون رؤوسهم فجلس إليهم فدعاهم إلى الله تعالى وقرأ عليهم القرآن، فاستجابوا لله وللرسول وآمنوا وصدقوا، ثم رجعوا إلى قومهم ب(المدينة) فذكروا لهم رسول الله صلى الله عليه وآله، [ودعوهم إلى ألإسلام ففشي فيهم حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله](1)، فلما كان العام المقبل وافى[في](2) الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلا، منهم تسعة من الخزرج، وثلاثة من الأوس، فأسلموا، وكان معه يومئذ علي عليه السلام وأبو بكر، فبايعوه عند العقبة على الإسلام، كبيعة النساء، وذلك قبل أن يؤمر بالقتال، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مصعب بن عمير، ويقال: وابن أم مكتوم، ليعلما من أسلم القرآن ويدعوا إلى الله تعالى، فنزلا بالمدينة على أبي أمامة أسعد بن زرارة، فخرج بهما إلى دار بني ظفر، واجتمع عليهما رجال ممن أسلم، فأتاهما أسيد ابن حضير وسعد بن معاذ، وهما سيدا بني عبد الأشهل، فدعاهما مصعب إلى الإسلام، فأسلما ودعوا إلى الله تعالى قومهما، فما أمسى في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا وقد أسلم إلا الأصيرم عمرو بن ثابت فإنه تأخر إسلامه إلى يوم أحد، ولم يزل مصعب يدعو إلى الإسلام حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها عدة مسلمون إلا بني أمية بن زيد، ووائل، وواقف ، فإنه تأخر إسلامهم، وكان مصعب بن عمير يؤم بمن أسلم، وجمع بهم يوما وهم أربعون في في هدم حرة بني بياضة، وبقيع الخصمات، ثم عاد إلى (مكة) وأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمن أسلم فسره ذلك.

Page 152