Énigmes historiques complexes : une enquête captivante sur les événements les plus mystérieux à travers le temps
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
Genres
وماذا عن إنجيل جوتنبرج؟ إن الإنجيل، لا «سفر المزامير»، هو ما لا يزال الكثيرون يعتبرونه أول كتاب مطبوع، فضلا عن كونه واحدا من أجمل الكتب. فمن الذي طبعه؟ ومتى؟ •••
لا تقدم وثيقة هيلماسبرجر إجابات قاطعة عن الإنجيل، وكذلك النسخ التي لا تزال باقية من الإنجيل نفسه، والتي لا تحوي اسم الطابع، ولا مكان الطباعة، ولا التاريخ. ولكن ثمة أدلة أخرى تشير إلى جوتنبرج بوصفه الطابع؛ وتاريخ أقدم من تاريخ «سفر المزامير».
ثمة ملحوظة في نسخة توجد الآن في مكتبة فرنسا الوطنية بباريس تخبرنا بأن أعمال التجليد والألوان قد انتهت في أغسطس من عام 1456. وبالرجوع للوراء، فإن ذلك يجعل من المحتمل أن يكون الورق قد طبع في عام 1454 أو 1455؛ أي «قبل» أن يتمكن فوست من الاستيلاء على آلة الطباعة الخاصة بجوتنبرج.
ظهرت أدلة أخرى في عام 1947، في شكل خطاب بتاريخ مارس 1455 من إينيا سيلفيو بيكولوميني (الذي أصبح فيما بعد البابا بيوس الثاني) إلى كاردينال إسباني. وصف بيكولوميني رؤيته لصفحات من الإنجيل طبعت بواسطة هذا «الرجل المدهش» في خريف 1454. ولم يذكر الخطاب أكان هذا الرجل المدهش هو جوتنبرج أم فوست، ولكن من خلال التحقق من تاريخ الطباعة الأقدم، يشكل ذلك حجة أقوى تدعم فكرة أن طابع إنجيل جوتنبرج، في الواقع، هو جوتنبرج.
ويرى معظم المؤرخين أن الملحوظة والخطاب قد أمنا ادعاء جوتنبرج بأحقيته في الشهرة.
إنجيل جوتنبرج لا يحوي اسم الطابع، ولا مكان الطباعة، ولا التاريخ. (مكتبة الكونجرس.)
غير أن ذلك لا يعني حرمان فوست من مكانة مهمة في تاريخ الطباعة. فعلى مدى قرون، كان فوست يصور كشرير القصة؛ الوغد الرأسمالي الذي استغل جوتنبرج المخترع الكلاسيكي الحالم. وبحسب هذه الرؤية، فقد انتظر فوست حتى استثمر جوتنبرج كل أموالهما في إنتاج الإنجيل الذي كان سيحظى بالشهرة قريبا. وعندما أدرك بعدها أن جوتنبرج لن يتمكن بأي حال من رد أمواله له، طالبه بسداد قرضه وحجز على أصول المشروع. ولم يفد اسم فوست سمعته أيضا؛ فقد كان أحيانا ينطق فاوست؛ مما شجع بعض المؤرخين الأوائل على دمج عناصر من أسطورة فاوست في القصة.
كان المؤرخون المعاصرون أكثر رفقا بفوست، وكان من أسباب ذلك أن كثيرين ذكروا أن فوست قد نشأ في عائلة من صائغي الذهب. ومن ثم، حتى لو كان الاختراع مملوكا لجوتنبرج، فإنه لم يكن ينبغي نبذ فوست كمجرد شخص استغلالي متعطش للمال، وليس لديه اهتمام بأية مهارة حرفية.
كذلك ليس من المحتمل أن قضاة ماينز كانوا سيصدقون على ادعائه لو لم يكن يستحق. فمن المحتمل للغاية، مثلما زعم فوست، أن يكون جوتنبرج قد أخذ بعض المال الذي كان يفترض أن يذهب لمشروع الإنجيل المشترك خاصتهما واستخدمه بدلا من ذلك لطباعة أعمال أخرى، مثل الروزنامات وكتب النحو. ولم يكن لفوست نصيب في أرباح المطبوعات الأخرى؛ لذا من المفهوم أنه قد غضب من تحول مسار أمواله.
وعليه، لم يكن فوست شيطانا كما لم يكن جوتنبرج قديسا؛ بل ربما يكون فوست قد أدخل بعض التحسينات التقنية الصغيرة على آلة الطباعة. وبالمثل، قد يكون جوتنبرج قد تعلم بعض التقنيات من فالدفوجل وكوستيه، أو من آخرين في فرنسا أو إيطاليا أو ألمانيا. وربما يكون أيضا قد حصل على بعض الأفكار من الشرق الأقصى؛ حيث كان هناك شكل ما من الحروف المعدنية يستخدم لقرون، وحيث كان الورق - فضلا عن الحرير، والبارود، والبورسلين - قد اخترع. وبشكل متزايد، صار المؤرخون يرون كل هذه الأماكن، وكل هؤلاء الحرفيين والمخترعين، كجزء من عملية تدريجية أدت إلى اختراع آلة الطباعة.
Page inconnue