Énigmes historiques complexes : une enquête captivante sur les événements les plus mystérieux à travers le temps
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
Genres
Stonehenge in Its Landscape ; includes the latest entries in the bluestone and astronomy debates .
الفصل الثالث
لماذا بنى الفراعنة الأهرامات؟
في قرابة عام 450 قبل الميلاد، روى هيرودوت قصة عن خوفو؛ وهو فرعون في غاية الخبث والشر الذي دفعه، حين أضاع كل ثروته، إلى إرسال ابنته إلى أحد بيوت البغاء ومعها أوامر بتدبير مبلغ معين له. ولأنها ابنة مخلصة وطائعة، فعلت ما أمرها به. ولكن أملا منها في أن تذكر بشيء آخر بجانب عدد الرجال الذين مارست معهم الرذيلة، كانت تطلب من كل رجل ضاجعها حجرا على سبيل الهدية. وبهذه الأحجار قامت ببناء واحد من الأهرامات الضخمة التي لا تزال قائمة على هضبة الجيزة بالقرب من نهر النيل.
في الوقت الذي كان هيرودوت يكتب فيه عن الأهرامات، كان عمر الأهرامات ألفي عام. غير أنه في الألفي عام الأخرى التي مرت منذ ذلك الوقت، لم يتوقف سيل النظريات المعتوهة عن أصول الأهرامات.
كان بعض كتاب العصور الوسطى يعتقدون أنها الصوامع المذكورة في التوراة، والتي كان يوسف يستخدمها لتخزين الذرة خلال سنوات الوفرة والرخاء في مصر. وفي مرحلة أقرب، وصفت الأهرامات كساعات شمسية وروزنامات، ومراصد فلكية، وأدوات استطلاعية، ومراس للسفن الفضائية.
غير أنه حتى هيرودوت كان يعلم أن النظرية الأكثر قبولا هي أن الأهرامات كانت مقابر للفراعنة. ولا يزال أشهر علماء المصريات يعتقدون ذلك، ولسبب وجيه؛ فالأهرامات تمتد على طول الضفة الغربية للنيل، والتي تربطها الخرافات المصرية القديمة بكل من غروب الشمس والرحلة إلى العالم الآخر. واكتشف علماء الآثار بجوار الأهرامات المراكب الجنائزية الطقسية التي كان من المفترض أن يبحر الفراعنة بها إلى العالم الآخر. كما يحيط بالأهرامات مقابر أخرى، يفترض أنها خاصة بأفراد البلاط الملكي للفراعنة.
ولعل أقوى الشواهد جميعا أن العديد من الأهرامات كانت تحوي نواويس حجرية أو توابيت. وبحلول القرن التاسع عشر، تم تحديد أن بعض النقوش الهيروغليفية على النواويس - أو بالقرب منها - تمثل تعاويذ سحرية لمساعدة الفراعنة على المرور من عالم إلى العالم الذي يليه.
غير أن نظرية المقابر كان ينقصها دليل في غاية الأهمية؛ وهو وجود جثة. فخلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، دخل المستكشفون ومن بعدهم علماء الآثار هرما تلو الآخر. (فهناك ما يزيد على ثمانين هرما في محافظات عديدة على طول وادي النيل، وربما يكون هناك أهرامات أخرى مدفونة تحت رمال الصحراء.) وكانوا يجدون ما كان يبدو أنه تابوت فرعوني، ويفتحونه - حابسين أنفاسهم - ليجدوه خاويا مرارا وتكرارا. •••
طالما كانت أكثر التفسيرات شيوعا للمقابر الخاوية أن الأهرامات قد نهبت. وبالطبع كان معظم اللصوص أكثر اهتماما بالعثور على كنوز الفراعنة من اهتمامهم بجثثهم، إلا أنه ليس من المحتمل بالتأكيد أن يكونوا قد استغرقوا أي قدر من الوقت في التأكد من أن الجثث كانت محفوظة بطريقة ملائمة. ومن غير المحتمل أيضا أن يكونوا قد تركوا وراءهم أي مومياء مغطاة بالذهب الخالص.
Page inconnue