Énigmes historiques complexes : une enquête captivante sur les événements les plus mystérieux à travers le temps
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
Genres
أخبر لورد السيناتورات أنه، إلى جانب ذلك، كان لا يزال غير واثق من أنها إشارات استغاثة. فقد كانت السفن تستخدم أنواعا شتى من الإشارات المضيئة بشكل روتيني لتحية السفن المارة. وعادة كانت إشارات الاستغاثة أكبر وأكثر ضوضاء، ولم يسمع أحد على متن كاليفورنيان أي شيء أثناء الليل. ولم يكن لورد لديه أية فكرة لم كانت إحدى السفن ترسل صواريخ في تلك الليلة، ولكنه لم يكن لديه مبرر، على الأقل حينها، للاعتقاد بأن السفينة في مأزق.
وأردف لورد أنه في الواقع كان واثقا من أن السفينة التي رآها هو وضباطه «لم» تكن تيتانيك. لقد كانوا على علم بوجودها في المنطقة بالطبع، لما كان إيفنز على اتصال بها عبر الراديو. ولكن السفينة التي رصدها لورد كانت صغيرة للغاية، ورأى ضباطه الدخان ينطلق منها - بطريقة ملائمة للغاية - في قرابة الثانية صباحا؛ ولذلك لم يخطر على بال أحد في كاليفورنيان أن يوقظ إيفنز ليتحقق من وجود نداء استغاثة. ولم يقدم ضباط لورد على إيقاظ إيفنز إلا في قرابة الساعة الرابعة صباحا، ربما لاستشعارهم شيئا من القلق وعدم الارتياح بشأن الصواريخ، ليعرف من السفن الأخرى بعد ذلك أن تيتانيك قد اصطدمت بجبل جليدي. وبمجرد إخطار لورد، أمر على الفور بأن تتحرك كاليفورنيان.
لم يرض تفسير لورد السيناتور سميث، الذي طلب من البحرية الأمريكية التحقق من وجود سفينة أخرى هناك بالقرب من كاليفورنيان وتيتانيك في تلك الليلة، وقالت البحرية إنها لم يكن لديها علم بوجود أي سفن أخرى. وقام سميث بمراجعة سجل الرحلة الخاص بكاليفورنيان في تلك الليلة، ولم يجد إشارة لمشاهدة أي صواريخ، على الرغم من شهادة لورد وضباطه. ومما أثار مزيدا من الشكوك أن مدخل يوم 15 أبريل في المسودة المبدئية لسجل الرحلة - التي تنقح بعد ذلك في سجل رسمي - قد فقد. وبدا لسميث أن لورد قد حاول التستر على تقاعس كاليفورنيان غير المبرر عن اتخاذ أي إجراء، في ظل توقعه بأن تحقيقا سوف يجرى بشأن ما اتخذته السفينة من إجراءات.
وخلص سميث إلى أن السفينة الغامضة التي وصفها لورد وضباطه لم يكن لها وجود على الإطلاق، مصرحا أن «الجليد لم يعق حركة سوى سفينتين؛ تيتانيك وكاليفورنيان.»
وأدان تقرير اللجنة الفرعية لمجلس الشيوخ لورد بشكل قاس؛ إذ جاء فيه: «إن اللجنة قد توصلت مجبرة إلى الاستنتاج الحتمي بأن كاليفورنيان ... كانت أقرب إلى تيتانيك من التسعة عشر ميلا التي أقر بها قبطانها، وأن ضباطها وطاقمها قد رأوا إشارات الاستغاثة التي أطلقتها تيتانيك، وتقاعسوا عن الاستجابة لها وفقا لما تمليه الإنسانية، والعرف الدولي، والقواعد القانونية.»
وأتبع ذلك جلسة استماع أمام المجلس البريطاني للتجارة في وقت لاحق من الشهر، وأدانه المجلس بنفس القدر. فقد خلص لورد تشارلز ميرسي إلى أنه: «حين رأت كاليفورنيان الصواريخ لأول مرة، كان من الممكن أن تسرع عبر الجليد إلى المياه المكشوفة دون أي مجازفة خطيرة؛ ومن ثم تهرع لنجدة تيتانيك. ولو أنهم فعلوا ذلك، لربما أنقذوا العديد من الأرواح التي فقدت، إن لم يكن جميعها.» •••
لم يتلق لورد كل ذلك وهو مكتوف الأيدي، كما وجد الكثير من المناصرين. فقد كان الكثير من البحارة، على وجه الخصوص، مقتنعين بأن المؤسسة الملاحية قد قررت أن تجعل من لورد كبش فداء، على أمل صرف الأنظار عن الإهمال الجسيم من جانب وايت ستار لاين، الشركة المالكة لتيتانيك، والمجلس البريطاني للتجارة الذي كان مسئولا عن سلامة السفن في البحار.
وما من شك في أن كلتا المؤسستين كان لديهما الكثير لتجيبا عنه.
بادئ ذي بدء، كانت هناك حقيقة أن القبطان سميث قد أمر بأن تظل تيتانيك على سرعتها التي تقدر باثنتين وعشرين عقدة، وهي أكبر سرعة سارت بها على الإطلاق، على الرغم من تلقي ثماني رسائل من سفن أخرى (من بينها كاليفورنيان) عن الجليد الموجود بالقرب منها. وربما بدا من غير اللائق نوعا ما أن يتعرض سميث - الذي لم يغادر سفينته وغرق بها بشجاعة برغم كل شيء - للنقد، ولكن بدا لكثيرين أن القبطان لورد يتحمل الكثير من اللوم على خطأ القبطان سميث.
كان الأسوأ هو ذلك الشك الذي ظل عالقا ومفاده أن سرعة سميث المتهورة كانت نتاج ضغط، إن لم تكن بسبب أمر مباشر، من بروس إزماي، المدير الإداري لشركة وايت ستار لاين وأحد الركاب الذين كانوا على متن تيتانيك. ولم يكن المدافعون عن لورد هم فقط من تساءلوا إن كان إزماي - على إثر لهفته لإثبات أن تيتانيك لم تكن فقط أكبر وأفخم سفينة، بل الأسرع أيضا - قد ألح على سميث لزيادة سرعته، بل كانت هناك أيضا تقارير تفيد بأن إزماي قد سكت عن أحد التحذيرات بشأن الجليد، حتى لا يبطئ سميث من سرعته.
Page inconnue