لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته ، يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: ما ندري ، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه !؟
ورواه في كنز العمال:1/173بلفظ:( ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكئ على أريكته فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله ، فما وجدنا فيه حلالا استحللناه وما وجدنا فيه حراما حرمناه ! وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله) .
وفي ص194بلفظ: (عسى أحدكم أن يكذبني وهو متكئ على أريكته ! يبلغه الحديث عني فيقول: ما قال ذا رسول الله ! دع هذا وهات ما في القرآن ! ). انتهى .
وإذا لم تنطبق هذه الأحاديث على أبي بكر وعمر ، فعلى من تنطبق ؟!
3 بماذا تفسرون قول الذهبي: (فما دار الفلك على مثل شكل عمر)؟! هل يقصد أنه متفرد بجماله المادي والمعنوي على كل العالم ، فلا يوجد له نظير تحت أفلاك السماء ، حتى من الصحابة والأنبياء(ع) ؟!
4 قال الذهبي: (وهو الذي سن للمحدثين التثبت في النقل ، وربما كان يتوقف في خبر الواحد إذا ارتاب ، فروى الجريري عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد: أن أبا موسى سلم على عمر من وراء الباب ثلاث مرات فلم يؤذن له ، فرجع فأرسل عمر في أثره فقال: لم رجعت؟ قال سمعت رسول الله يقول: إذا سلم أحدكم ثلاثا فلم يجب فليرجع. قال لتأتيني على ذلك ببينة ، أو لأفعلن بك ) ! انتهى.
أقول: لابد أن نحمل عمل عمر على أنه تأديب لصديقه أبي موسى الأشعري ، في مرة من مرات عدم رضاه عليه ! ولايمكن أن نحمله على أنه كان يتثبت من أحاديث الآحاد ، وهو الذي نهى عن أصل التحديث عن النبي(ص) حتى مع التثبت، وعاقب عليه بالجلد والسجن؟! وهو الذي قبل من أبي بكر حديثا لم يروه أحد غيره، وخصص به عموم القرآن، عندما رفض أبوبكر أن يعطي الزهراء ( ? ) إرثها من النبي(ص) وادعى أن النبي(ص) مستثنى من آيات الإرث، وأنه سمعه يقول: نحن معاشر الأنبياء لانورث ! فلم يقل له عمر: (لتأتيني على ذلك ببينة أو لأفعلن بك) !
Page 415