303

والمتتبع لادعاءات الزيادة في القرآن يجد أن أصل رواياتها أشخاص معدودين هم عمر وأبو موسى الأشعري وعائشة ، وقد كان الأولان يضيفان ما يريانه من القرآن إلى نسختهم ! وورد عن عائشة وحفصة أنهما أضافتا كلمة ( وصلاة العصر ) في آية : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى !

وقد تقدم في مسألة توحيد عثمان لنسخة المصحف، مصادرة مروان لنسخة عمر التي عند حفصة يوم موتها ، وإتلافها !

كما تقدم قول أبي موسى الأشعري لحذيفة عندما صادر نسخته: (ما وجدتم في مصحفي هذا من زيادة فلا تنقصوها ، وما وجدتم من نقصان فاكتبوه فيه ، فقال حذيفة: فكيف بما صنعنا ؟! ) !

لذلك ينبغي التثبت في رواية الزيادات عن غير هؤلاء من الصحابة ، فإن كان الصحابي أو التابع متأثرا بهما يردد أقوالهما ويروي ما روياه ، فروايته ترجع إلى قولهم ، وإن كان لايتأثر بهم كحذيفة وأبي بن كعب ، فينبغي أن يتوقف في نسبة الزيادة إليه ، لأنه كان لايقول بها .

وعليه ينبغي أن نتوقف هنا في روايتهم ضياع أكثر سورة براءة عن حذيفة رحمه الله ، وإن وثقها في مجمع الزوائد:7/28، قال: (عن حذيفة قال: تسمون سورة التوبة هي سورة العذاب ، وما تقرؤون منها مما كنا نقرأ إلا ربعها . رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات ) .

وقال الحاكم:2/330: (عن حذيفة: قال: ما تقرؤون ربعها، يعني براءة وإنكم تسمونها سورة التوبة وهي سورة العذاب ! هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) .

وقال السيوطي في الدر المنثور:3/208: (وأخرج ابن أبي شيبة ، والطبراني في الأوسط ، وأبو الشيخ ، والحاكم ، وابن مردويه ، عن حذيفة رضي الله عنه قال: التي تسمون سورة التوبة هي سورة العذاب والله ما تركت أحدا إلا نالت منه ، ولا تقرؤون منها مما كنا نقرأ إلا ربعها !! ) . انتهى .

Page 305