يا امير المومنين ، بلغنى انه كان فى قديم الزمان باقليم مصر سلطان صاحب عدل وامان وجود واحسان ، يحب الفقرا ويجالس العلماء ، شجاع مطاع . وكان له وزيرا عاقل خبير دو علما وتاتير وحساب وتحرير وهو شيخ كبير، وكان له ولدين كانهم قمرين او غزالين مليحين كاملين فى الحسن والجمال والبها والقد والاعتدال ، واسم الكبير شمس الدين محمد والصغير نور الدين على ، وكان احسن من اخيه الكبير، لم يخلق الله فى زمانه احسن منه. فاتفق من الامور والمقادير ان ابيهما الوزير مات ، فحزن السلطان عليه واقبل على الولدين وقربهما اليه واخلع عليهما وقال انتما فى منزلة ابيكما ، انتما شركا فى وزارة مصر. فقبلوا الارض بين يدى السلطان ونزلوا عملوا العزا وماتم لابيهم شهرا ودخلوا فى الوزاره جمعه بجمعه وفى سفر السلطان سفره بسفره . وكانوا الاخين فى بيت واحد وهما كلمة واحده . فاتفق لهما ليله من بعض الليالى - وكانت ليله سفر الكبير مع السلطان - فجلسوا يتحدتون ، فقال الكبير يا اخى نريد نتزوج انا وانت بااختين

ونكتب كتابنا فى يوم واحد 7/76ظ وندخل بيوتنا فى ليلة واحده . فقال نور الدين على افعل يا اخى ما تريد فان رايك كله سعيد ، ولكن حتى تاتى من هده السفره نخطب لنا بنتين ويكون لنا من الله الخير. قال الكبير لنور الدين يا اخ ، لا تقول الا انى انا وانت كتبنا كتابنا فى يوم واحد ودخلنا فى يوم واحد وعلقت امراتى وامراتك فى الليله الدى دخلنا عليهم فيها فحبلتا فى ليلة واحده وكملت اشهرن ولياليهن ووضعوا فى نهار واحد ، فلا تقول يا اخى الا جابت زوجتك ولدأ دكر وجابت زوجتى انتى ، اما كنت تزوج ابنك لابنتى. قال نور الدين نعم يا اخى شمس الدين؛ قال فكم كنت تاخد من ولدى مهر لابنتك . فقال الكبير اقل ما كنت اخد لابنتى من ولدك مهر تلات الاف دينار وتلات بساتين وتلات ضياع ، هده مهر غير الكتاب . فقال نور الدين على يا اخى شمس الدين ما هده الشطط فى المهر، كتير، ما نحن اتنينا اخوه ووزرا وكل واحد يعرف الواجب على نفسه ، كان من الواجب عليك ان تقدم لولدى ابنتك بلا مهر