الليلة الخامسة والعشرون
في الليلة التالية، وبينما كانت شهرزاد في سريرها، قالت أختها دينارزاد: «رجاء يا أختاه، اروي لنا إحدى قصصك الممتعة.» وأضاف الملك: «لتكن أكثر إثارة من القصة السابقة.» فأجابت شهرزاد: «على الرحب والسعة!» •••
بلغني - أيها الملك السعيد - أن الحمال عاد إلى المنزل في اليوم التالي. ومرة أخرى، فتحت البوابات، ووجد أناسا يأكلون ويرقصون داخل المنزل الجميل. استقبله سندباد البحار بالترحاب، وطلب منه الجلوس، ومنحه الطعام والشراب. وتابع البحار رواية مغامراته، والأهوال العديدة التي واجهته. •••
بعد البقاء في بلدتي فترة قصيرة، أردت السفر مرة أخرى؛ فاشتريت بضائع للتجارة، وخرجت في رحلة بحرية مع مجموعة من التجار. وسافرنا من جزيرة لأخرى، نتاجر في بضائعنا. وفي أحد الأيام حملتنا ريح عاصفة إلى إحدى الجزر الممتلئة بالجبال. وكان يعيش على هذه الجزيرة حيوانات كثيرة الشعر تشبه القرود. أمسكت هذه الحيوانات بمراسي سفينتنا، ومزقتها بأسنانها، وسحبتنا إلى الشاطئ، وفرت هاربة بكل طعامنا.
تجولنا بعد ذلك في أنحاء الجزيرة لاعنين حظنا السيئ. وفي النهاية وصلنا إلى قلعة ضخمة ذات فناء كبير. كنا متعبين من السير، وسرعان ما غلبنا النوم هناك.
استيقظنا بعد ذلك على دمدمة مرعبة، اهتزت الأرض من تحتنا، ونزل مخلوق رهيب من القلعة. كانت هيئته هيئة رجل، لكن أطول بكثير، وعيناه كالجمرتين المتوهجتين، وأنيابه كالخنزير البري، ومخالبه مرعبة كالأسد.
ارتعدنا جميعا من الخوف. وحاول الكثير من الرجال الجري، لكنني لم أتمكن من الهرب. فرفعني المخلوق، ونظر إلي ليرى هل أصلح للأكل أم لا. وعندما وجدني نحيلا للغاية، ألقى بي جانبا، وأمسك برجل آخر، ثم ألقاه جانبا أيضا. فعل ذلك معنا جميعا حتى التقط في النهاية القبطان. فوضعه تحت ذراعه، وعاد إلى داخل القلعة.
قضينا اليوم نبحث عن مكان للاختباء من هذا الوحش، لكننا لم نتمكن من الهرب. وفي صباح اليوم التالي، عاد الوحش وأخذ رجلا آخر. وأدركنا أنه سيأخذنا جميعا عما قريب. وكان علينا فعل كل ما نستطيع للهرب.
وفي اليوم التالي، صنعنا قاربا بسيطا، وملأناه بأي طعام تمكننا من العثور عليه. وعند العودة إلى داخل جدران القلعة، أشعلنا نارا، وسخننا قضيبين حديديين حتى صارا أبيضين من شدة الحرارة. وعند عودة الوحش في تلك الليلة، فاجأناه وأعميناه باستخدام القضيبين.
كانت هناك ضجة مفزعة هزت الأرض من تحتنا. فكان الوحش يتخبط في الأرجاء بحثا عنا. لكنه لم يرنا، وتمكننا من الهرب بدفع القارب وإنزاله بأمان في الماء. حاول الوحش تتبعنا بخوض المياه وإلقاء صخور ضخمة في المحيط.
Page inconnue